ولدت لويز غلوك في مدينة نيويورك عام 1943 وترعرعت في لونغ آيلاند. التحقت بكلية سارة لورانس وجامعة كولومبيا. تعتبر من أكثر الشعراء المعاصرين موهبةً في أمريكا، وتشتهر بدقتها الفنية وحساسيتها ونظرتها الثاقبة في مواضيع الوحدة والعلاقات الأسرية والطلاق والموت. وصفها الشاعر روبرت هاس بأنها “إحدى أنقى الشعراء الذين يكتبون الآن وأكثرهم إنجازاً”.
حصلت لويز غلوك على جائزة نوبل في الآداب 2020 “لصوتها الشعري الذي لا لبس فيه والذي يجعل الوجود الفردي عالمياً بفضل الجمال الصارم”.
ألّفت 12 كتاباً شعرياً، بما في ذلك (Faithful and Virtuous Night 2014)، الحائز على جائزة National Book Award. كما نالت مجموعةً من أهم الجوائز الأدبية في أمريكا، وحصلت في عام 2003، على لقب شاعر الولايات المتحدة. تتميز كتبها المبكرة بشخصيات تتصارع مع تداعيات علاقات الحب الفاشلة، واليأس الوجودي، وتستمر في أعمالها الأخيرة باستكشاف معاناة الذات. وتدعو سردياتها الغامضة إلى مشاركتنا: يجب علينا إكمال القصة، واستبدال أنفسنا بالشخصيات الخيالية، وابتكار سيناريو يمكن للمتحدث أن ينطق من خلاله بأسطره هو.
شخصية العدد 49: بيتر هاندكه.. مسيرة إشكالية توّجت بجائزة نوبل
قصائد غلوك في كتب مثل Firstborn، The House on Marshland، وArarat الحائز على جائزة Pulitzer عام 1992، تأخذ القراء في رحلة داخلية لاستكشاف أعمق مشاعرهم وأكثرها حميمية. كما أن قدرتها على تأليف الشعر الذي يمكن للكثير من الناس فهمه والارتباط به وتجربته بشكل مكثف وكامل، تنبع من لغتها المباشرة بشكلٍ مخادع وصوتها الشعري، وقوة هذا الصوت تنبع في جزء كبير منه من تمركزه على الذات.
يصف بعض المراجعون شعرها بأنه قاتم، لأنها تكتب كثيراً عن الخيبة والرفض والخسارة والعزلة، إنها في جوهرها “شاعرة العالم المتهاوي”، وهي من ناحيةٍ أخرى تكتب الشعر بجودةٍ تشبه الحلم لكنها تتعامل في نفس الوقت مع حقائق الموضوعات العاطفية. كتبت هولي برادو في مقال لمجلة لوس أنجلس تايمز عن كتاب “The Triumph of Achilles ” عام 1985، “أن لديها صوتاً لا لبس فيه يتردد صداه ويجلب إلى عالمنا المعاصر الفكرة القديمة القائلة بأن الشعر والرؤى متشابكان”.
تنتمي لويز غلوك من ناحية الأب إلى عائلة يهودية مجرية هاجرت إلى الولايات المتحدة، وكان والدها يطمح ليصبح كاتبًا. تعلمت غلوك من والديها في سن مبكرة الأساطير اليونانية والقصص الكلاسيكية وبدأت بكتابة الشعر في سن مبكرة.
عانت في مراهقتها من فقدان الشهية العصبي ما أثر على دراستها المدرسية والجامعية لاحقاً فلم تحصل على شهادة بسبب ظروف مرضها. بالإضافة إلى حياتها المهنية كمؤلفة، عملت غلوك في الأوساط الأكاديمية كمعلمة للشعر في العديد من المؤسسات. وتعمل حاليًا كأستاذ مساعد وكاتبة مقيمة في جامعة ييل.
