عبد الرزاق حمدون*
مع بداية الموسم الكروي الحالي، وجه ليونيل ميسي قائد نادي برشلونة كلمة للجماهير العاشقة المجتمعة في مسرح “الكامب نو”، وعدهم فيها بتحقيق آمالهم برفع الكأس ذات الأذنين للمرة السادسة في تاريخ النادي.
وبالرغم من أن الوقت لم يحن بعد لإيفاء ميسي بوعده، فالطريق إلى نهائي مدريد ما زال طويلاً، إلا أن المؤشرات كثيرة على قدرة ابن روزاريو على تحقيق لقب دوري الأبطال وإهدائه إلى شعب كتالونيا. ويتصدر ميسي حالياً قائمة هدافي برشلونة، كما أنه أفضل ممول للفريق بالأهداف، ليقدم بذلك أفضل نسخة للاعب كرة قدم في عمر الـ 31، نسخة قديمة متطورة من البرغوث الأرجنتيني، حملت طابع التحدي وذلك ربما بعد حلوله في المركز الخامس ضمن السباق على جائزة أفضل لاعب في العالم.
أرقام ميسي مع برشلونة لهذا العام
في الدوري المحلي: (19 هدف – 12 صناعة)، في دوري أبطال أوروبا: (6 أهداف – 1 هدف صناعة) في 4 مباريات فقط، أما في مسابقة كأس الملك فقد شارك النجم الأرجنتيني في مباراتين فقط، ليسجل هدفين ويصنع ثلاثة. هذه النسب العالية في صناعة وتسجيل الأهداف، تثبت النظرية القائلة بأن ميسي هو نصف فريق برشلونة وربما يعتبر الداعم الأبرز لرفاقه والمنقذ لهم في الكثير من المواقف، ولعل مشهد تمريرة “شتيغن” الأرضية في لقاء جيرونا والتي استلمها ميسي في منتصف الملعب هو مثال على أهمّيته داخل الملعب.
إشبيلية والمثال الواضح
أمام إشبيلية أثبت ميسي أنه لا يبحث عن الفردية بقدر ما تهمّه مصلحة الفريق وخدمة أفراده، حيث أهدى ركلة الجزاء التي تحصل عليها لزميله البرازيلي “كوتينيو” البعيد عن مستواه مؤخراً، لمساعدته على استعادة الثقة بنفسه، عدا عن تمريرته الساحرة للمنطلق “سيرجيو روبيرتو” والذي لم يجد صعوبة في تسديد الكرة مباشرة في الشباك. مساهمة ليو في الأهداف الستة كانت واضحة لخدمة الجميع، ليرد كل من “سواريز و”ألبا” الجميل لصاحب الرقم 10 في لقطة الهدف السادس و ليرسموا لوحة فنّية، كان برشلونة بأمس الحاجة لها.
يرى الجميع بأن برشلونة ليس ذلك الفريق المرعب بغياب نجمه الأول ميسي، لكن بتواجده يجب على جميع الفرق أن تخشى مقابلة وحش لا يُهزم، وعلى جماهير برشلونة أن تستمتع قدر المستطاع بأعجوبة كروية اسمها ميسي.
*عبد الرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا