للوهلة الأولى عندما يُقرأ هذا العنوان فأول ما يأتي لذهن القارئ أن الكاتب لم يشاهد بواتينغ وهو يُقدم في ملعب الكامب نو أمام الجماهير، ولم يلعب مع برشلونة أمام اشبيلية في ذهاب كأس الملك.
بعد المفاجأة الكبيرة التي صنعها نادي برشلونة الإسباني قبل أيامٍ قليلة بتوقيعه مع اللاعب الغاني كيفين برنس بواتينغ بثمانية مليون يورو فقط قادماً من ساسولو الإيطالي، ها هو يضرب من جديد ولكن هذه المرّة بطريقة أقوى وأكثر وقعاً على الجميع وربما بنكهة التحدّي لدى بارتوميو الذي فقد بخروج البرازيلي نيمار إلى باريس سان جيرمان بتلك الطريقة التي أهانت النادي الكتالوني، ليعود بقوّة بعد عامين بصفقة الشاب الهولندي دي يونغ الذي يُعتبر مطلب جميع الأندية الكبيرة وفي مقدّمتها بطل فرنسا بعد منافسة مالية شرسة مع برشلونة ليختار الشاب فريق أحلامه منذ الصغر ويفضل كرة القدم على المال.
في العودة إلى أصداء الصفقتين وفارق التوقيت الزمني القريب بينهما لا يعني أنهما في نفس الخانة، فهناك فوارق شاسعة بين الغاية بقدوم الغاني والهولندي، ليس من المنطقي أن يكون بواتينغ بديلاً لمهاجم بحجم سواريز، فلاعب الميلان السابق ليس من طينة ولا أسلوب برشلونة ولا يحمل جينات اللاعب القادر على التألق ضمن أكثر الأنظمة الكروية تعقيداً عدا عن أرقامه التهديفية التي لا تناسب فريق كبير بحجم برشلونة، إذاً ما الغاية من قدومه؟، هو هدف واحد ليس له أي تفرّع ثانٍ كسب صفقة كبيرة لسوق الصين العظيم تكراراً لتجربة باولينيو الذي استفاد من بيعه النادي الكتالوني لغوانزو الصيني، من البديهي أن بارتوميو وإدارته تريد المحافظة على العلاقات الصينية للمستقبل وربما يكون التشيلي آرتورو فيدال أيضاً ضمن صفقات الصين القادمة.
حساب نادي آياكس الهولندي على تويتر وجه رسالة لنادي برشلونة من خلال صورة وداع للشاب دي يونغ مفادها “استمتعوا بالمستقبل”، إذاً دي يونغ سيكون سجين النادي الكتالوني القادم، لاعب بمواصفات عصرية وقوّة شخصية بعمر 21 عاماً، يمكننا أن نقول بأن برشلونة كسب لاعب وسط شامل إضافة لقدرته على اللعب كـ قلب دفاع، لاعب لا ينقصه من جينات برشلونة سوى ارتداء قميص النادي، الحديث عنه يطول بحاجة لمقالة خاصة به.
صفقتان بينهما أيام قليلة لكن كلاهما يحمل الكثير، الأولى من الناحية المالية والاقتصادية، أما الثانية فمن الناحية الفنّية وركيزة دائمة في الكامب نو لسنوات قادمة.
عبدالرزاق حمدون* صحفي رياضي مقيم في ألمانيا