بسبب مباراة كرة قدم… مواطنون إماراتيون يحتجزون هنود في حظيرة حيوانات
أكد النائب العام الاتحادي في الإمارات القبض على مجموعة أشخاص إماراتيين تورطوا في حبس وتصوير مجموعة من العمال من جنسية آسيوية داخل حظيرة للحيوانات، لإجبارهم على تشجيع المنتخب الإماراتي المشارك حالياً في بطولة كأس آسيا 2019.
وكان رواد مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولوا مقطعاً مصوراً يظهر فيه شخص إماراتي وقد حبس عمالاً هنود داخل حظيرة حيوانات، وجلس أمامهم ممسكاً بعصا وهو يسألهم أي فريقٍ يشجعون، وحين يجيبون الهند يردّ أنه لن يخرجهم، ثم يُعيد سؤاله وعندما يقولون الإمارات يُطلق سراحهم.
مواطن إماراتي يحبس عمّاله الهنود داخل قفص حيوانات !!
وانتهت المباراة التي جمعت منتخبي الإمارات والهند بفوز الأولى بهدفين نظيفين ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الأولى لبطولة كأس آسيا 2019 المقامة حالياً على ملاعب الإمارات، لكن الفيديو المتداول سحب الأضواء من الفريق الإماراتي المنتصر.
تحرّك السلطات وإدانة المغرّدين
الفيديو سبّب صدمةً للمواطنين الإماراتيين الذين تنادي قيادتهم بـ”العدالة والتسامح وتقبّل الآخر” بشكل مستمر، واعتبروه شكلاً من أشكال التعصب والعنصرية وامتهان كرامة الغير وإذلالهم.
وكانت شرطة الشارقة قد أصدرت بياناً “هزيلاً” فور انتشار المقطع ناشدت فيه:” كافة أفراد المجتمع بضرورة الإطلاع على القوانين التي تتعلق باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، حتى لا يُعرّضوا أنفسهم للمساءلة القانونية”، وذلك من دون إشارة لمحاسبة فعلية للشخص الذي ظهر في المقطع المصور.
وبعد انتشار الفيديو على نطاق واسع، أصدر النائب العام الاتحادي أمراً بضبط وإحضار صاحب الفيديو، وأوضح في بيان أن “هذا المسلك جريمة مُعاقب عليها قانوناً في الإمارات، فضلاً عن أنه لا يعبّر عن قيم التسامح التي تربى عليها مجتمع الإمارات…”.
وعادت شرطة الشارقة لتؤكد القبض على المتهمين بتصوير الفيديو وحبس الهنود وإحالتهم للنيابة العامة لمتابعة التحقيق معهم، من منطلق أن تلك التصرفات لا تمثل العادات والتقاليد التي تربى عليها أبناء الإمارات، وإن كانت “على سبيل المزاح”.
وتفاعل مغرّدون مع الفيديو واتهموا الإماراتي بالعنصرية وانعدام الإنسانية.
سفيه إماراتي يحبس مجموعة من الأشخاص الهنود، داخل حظيرة حيوانات بسبب تشجيع منتخب الهند. السفيه في في المقطع يسأل الهنود حول الفريق الذي يشجعونه، فأجابوا بأنه “الهند” لكنه كرر السؤال مرة أخرى ليجيبوا بأنهم يشجعون الإمارات فقام بإطلاق سراحهم. pic.twitter.com/cuihDBysrc
رحت اغسل سيارتي عند الهنود الي ف عراد الا ان الهندي ماخلاني امشي قبل لايعطيني الموز و السنطر مع ابتسامه لطيفة مرسومه ع وجهه المنهك♥️ #اسعدنيpic.twitter.com/OCTF2w4sBX
تؤكد منظمات حقوقية بشكل مستمر على أن العمالة الوافدة تعاني من نظرة دونية وممارسات تنتهك حقوقها في منطقة الخليج، وبشكل خاص في السعودية. أما العمالة الآسيوية، على وجه التحديد، فينظر لها الخليجيون على أنها “شرّ لا بد منه”، خاصةً مع تربّعها على القمة بنسبة 69.9% في سوق العمل الخليجية، حسب ما أفاد تقرير مجلس وزراء العمل والشؤون الاجتماعية والمعهد العربي للتخطيط عام 2017.
وفي حين يعتبر الخليجيون الآسيويين خطراً على بيئتهم وثقافتهم وهويتهم، يعتبر الآسيويون (خاصةً الهنود) أن البحرين والإمارات وعمان من أكثر الدول الخليجية التي تعاملهم بقدر من الإنصاف ومراعاة الآدمية.
مع ذلك، تلفت “هيومن رايتس ووتش” إلى أن انتهاكات العمل مستمرة في الإمارات، ويواجه عمال البناء استغلالاً خطيراً، في ظلّ وجود ممارسات تمييز على أساس الجنس والهوية الجندرية والتوجه الجنسي بين العمال.
وتحدثت عاملات منزليات آسيويات وأفريقيات للمنظمة الدولية عن “ظروف عمل غير آدمية ولا تراعي الكرامة الإنسانية” تتمثل في العنصرية والعنف والمهانة والأذى الجسدي والانتهاك الجنسي في الإمارات.