يواجه اللاجئون في ألمانيا على إختلاف أعمارهم وأوضاعهم العائلية والاجتماعية وتفاوت مستوياتهم الدراسية ومؤهلاتهم المهنية، العديد من العقبات والصعوبات التي تعترض مسيرة حياتهم في المجتمع الجديد والتي تؤثر سلباً على مسيرة حياتهم وتطلعهم لحياة مهنية وإجتماعية مستقرة.
يراعي المجتمع الألماني الخصوصيات الثقافية والاجتماعية التي يصونها القانون من خلال احترام التعددية والحريات الشخصية للجميع. تضع الحكومة الألمانية البرامج والإمكانيات وتخصص لها الموارد المادية والبشرية بهدف تسهيل اندماج اللاجئين ودخولهم سوق العمل، من خلال تخصيص دورات تعليمية ومهنية متعددة لجميع المستويات والأعمار وتمويل هذه الدورات بشكل كامل.
إن معظم الأجانب من القادمين الجدد إلى ألمانيا ليسوا جميعاً على درجة كافية من المعرفة والدراية للاستفادة من هذه الفرص، رغم أن الغالبية العظمى من اللاجئين يتمتعون بالإمكانيات والكفاءات الجيدة إضافةً للرغبة والإرادة للعمل والمشاركة في الحياة في جميع جوانبها.
يقوم على هذه المهمة العديد من الجهات الحكومية وغير الحكومية التي تعمل بشكل متكامل ومنتظم لمساعدة القادمين الجدد وتسهيل طريق اندماجهم واستقرارهم في الحياة وتأمين العمل المناسب لهم، والمشاركة في الفعاليات والجوانب المتعددة في المجتمع ألألماني.
هناك صعوبات وعقبات عامة يعاني منها جميع القادمين الجدد كمعرفة اللغة والبيئة القانونية والاجتماعية والثقافية وهذا أمر طبيعي ومرحلي. وهناك صعوبات خاصة يعاني منها فرد أو عائلة نتيجة ظروف معينة.
وفي المقابل توجد إمكانيات وكفاءات شخصية يمكن توظيفها في المكان المناسب واللائق في ألمانيا وفي كثير من الأحيان تكون هذه المهارات غير واضحة حتى لأصحابها.
في هذا الإطار يعمل مركز ABZiel للتدريب الخاص والمهني بإشراف الدكتورة لما الخاني وبمشاركة عدد من الأساتذة والخبراء المختصين الذين يتمتعون بالكفاءة العالية والخبرة الجيدة والتأهيل اللازم للكشف عن هذه القدرات والإمكانيات الفردية لتوظيفها في المكان المناسب، وذلك من خلال الإرشاد والتدريب المنهجي وإعداد الوثائق والثبوتيات والشهادات المطلوبة (طلب العمل، السيرة الذاتية، ترجمة الشهادات والعمل على تقديمها وتحضير المتدرب لاختبارات ومقابلات العمل واجتيازها بنجاح ،… إلخ).
يعمل المركز إضافةً لذلك على مساعدة المتدرب على تأمين السكن والتسجيل في رياض الأطفال، والمساعدة في حل المشاكل الإدارية والاجتماعية والقانونية التي يعاني منها بعض المتدربين وتؤثر سلباً على حياتهم وتطلعاتهم المهنية وغيرها.
يعمل المركز حالياً على تطوير برامجه وتوسيع تشاطاته بافتتاح دورات تدريبية خاصة بالسيدات وكذلك العمل على التركيز على أصحاب الشهادات الجامعية من أطباء ومهندسين وصيادلة وغيرهم من حملة الشهادات العليا، حيث أن الأكاديميون يواجهون صعوبات أكثر من غيرهم بسبب ضرورة تحصيل مستوى أعلى من اللغة إضافةً لإجراءات التعديل وغيرها.
يعمل المركز على تأمين شهادات معترف بها أيضاً في مجال (قيادة سيارات الشحن المتوسطة و إدارة المستودعات وشهادات خاصة بمدربي الاندماج وتأهيل المدربين لهذا الاختصاص(.
كما أنه بصدد الترخيص لدورة تحضير لامتحانات Telc لمختلف المستويات منها B1 وإمكانيات تقديم الامتحانات المذكورة في مقرات المركز.
يقدم المركز خدماته باللغات التالية : الألمانية، العربية، الإنكليزية، الفرنسية، الكردية، الفارسية، التركية والروسية.
استطاع المركز تأمين فرص عمل للمتدربين بما يزيد عن 80% وأما العشرين بالمائة من باقي المتدربين فقد حصلوا على مقاعد معظمهم في مجال التدريب المهني Aus-und Weiterbidung والتي تعتبر هامة وتضمن للمتدرب الحصول على مكان عمل مناسب ولائق ودائم وبشروطٍ أفضل.
يعمل المركز حالياً في برلين ويسعى لافتتاح فروع له في مدن أخرى في ألمانيا لتشمل خدماته أعداداً أكبر من اللاجئين .
كما يقيم مركز ABZiel Arbeit Beratung ورشات عمل مجانية ونشاطات ثقافية متنوعة، كورشة صناعة الصابون التي أقيمت في شهر تشرين الأول وشارك فيها عدد من السيدات العربيات، وأقيم مؤخراً مسابقة رسم للأطفال واليافعين وورشة الأعمال اليدوية، وغيرها من النشاطات الثقافية والاجتماعية المتنوعة، والتي تهدف إلى الاندماج الثقافي والتعارف بين الجاليات العربية والألمانية.
ويقدم المركز استشارات مجانية عامة وقانونية بشكل منتظم، يتم الإعلان عن هذه النشاطات ومواعيد الاستشارات عبر وسائل التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وغيره.
يقع المركز الرئيسي لل ABZiel في وسط العاصمة برلين في الشارع المعروف بالكودام Kurfürstendamm 123, 10711 Berlin وتقبل الاستشارات يومياً من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الرابعة بعد الظهر.
إن وجود مثل هذه المراكز في ألمانيا يعزز من أواصر الترابط الاجتماعي والثقافي في بلد يحترم التنوع والاختلاف والتطور.
للاطلاع على معلومات أكثر من صفحة المركز على الفيسبوك اضغط هنا