يتبادر لأي طالب يرغب بالتقديم للجامعات الألمانية أن يسأل ما الفرق بين (Universität) و(Hochschule) أو (Fachhochschule). هل هنالك أية فروق بين هذه الجامعات؟ ماهذه الفروق؟ ولماذا توجد جامعات تدعى بالكلاسيكية وأخرى بالتطبيقية؟ هل يجب التقدم لإحداها والابتعاد عن الأخرى؟
هنالك أربعة أنواع من الجامعات من أجل الدراسة في ألمانيا:
- الجامعات الكلاسيكية والتقنية Universität / Technische Universität
- الجامعات التطبيقية (University of Applied Sciences) Fachhochschule
- أكاديميات الموسيقى والفن والسينما Kunst- und Musikhochschulen
- الجامعات الخاصة
الجامعات الكلاسيكية والتقنية Universität / Technische Universität
تقدم الجامعات الكلاسيكية والتقنية مجالاً واسعًا للبرامج التعليمية بدلاً من التركيز على فرع أكاديمي واحد. تقدم هذه الجامعات شهادات البكالوريوس، الماجستير، الدبلوم، والدكتوراة. يستفيد الطلاب كثيرًا في هذه الجامعات من الدمج بين العلوم النظرية والتطبيقات العملية والأبحاث. إن المجال الكلاسيكي لهذه الجامعات ضخم وواسع جدًا، يبدأ بالطب إلى الحقوق والعلوم الحياتية والإنسانية وانتهاء بالعلوم الهندسية. يملك الطلاب الحرية الكاملة في بناء طريقة الدراسة التي تناسبهم، ويقومون باتخاذ القرار بخصوص المقررات التي يودون دراستها، وعند أي من الأساتذة يرغبون أن يتموا فترات تدريبهم.
على الرغم من هذه الحرية، فهناك دائمًا مقررات أساسية جامعية على الطالب إنجازها والنجاح بها.
إن إدخال مفهومي البكالوريوس والماجستير بدلاً من مفهوم الدبلوم سابقًا أدى لوجود قواعد أكثر صرامة في تنظيم الدارسة في الجامعات وأصبح من المقرر على الطلاب إنهاء دراستهم في فترة زمنية محددة حيث كانت الفترة مفتوحة تمامًا سابقًا.
الجامعات التطبيقية (University of Applied Sciences) Fachhochschule
هنالك أكثر من 160 جامعة تطبيقية في ألمانيا، أولها جامعة كايزرسلاوترن التطبيقية التي أسست قبل حوالي 30 عامًا. تقدم هذه الجامعات شهادتي البكالوريوس والماجستير ولكن لا تقدم شهادة الدكتوراة.
تختلف الجامعات التطبيقية عن الجامعات الكلاسيكية أنها تركز على التعليم أكثر من البحث العلمي، وتقوم بالتركيز على مجال تعليمي واحد حيث أنها تحضر الطلاب لأعمال ومهن معينة معروفة في مجالي الأبحاث والصناعة في المستقبل.
تقدم أغلب الجامعات التطبيقية التخصصات العملية بدءًا بالعلوم الصيدلانية، وانتهاء بإعادة الإعمار وحفظ الأعمال الفنية. تعتبر الجامعات التطبيقية مكانًا جيدًا جدًا للحصول على برامج الماجستير المقدمة باللغة الإنكليزية.
نوع آخر من الجامعات التطبيقية وهي “أكاديميات العمل” حيث يتم دمج العمل مع الدراسة ويحصل الطالب على شهادة البكالوريوس بعد ثلاث سنوات خلال عمله ضمن أحد الشركات الراعية لهذه الجامعات. يحصل الطالب عادة على راتب بسيط خلال دراسته في هذه الأكاديميات، وعمله بشكل موازٍ في إحدى الشركات المتعاقدة مع هذه الأكاديميات.
أكاديميات الموسيقى والفن والسينما Kunst- und Musikhochschulen
يعتبر الحصول على قبول في إحدى هذه الأكاديميات من أصعب الأمور، لمحدودية عددها والتنافس الضخم بين الطلاب للحصول على مقعد ضمنها. على المتقدمين إلى هذه الأكاديميات تقديم بورتفوليو كامل عن أعمالهم الفنية أو الموسيقية والنجاح في امتحانات القبول والأداء للحصول على مكان في هذه الأكاديميات. بالطبع ليس هنالك أي ضمان للحصول على عمل بعد التخرج.
يمكن للطلاب اختيار تخصصهم المرغوب ضمن هذه الأكاديميات كالرسم أو التمثيل أو العزف على آلة معينة أو النحت… الخ. على سبيل المثال إن أكاديمية لايبزيغ للفنون البصرية قدمت عام 1983 أول شهادة معترف بها في ألمانيا للتصوير، والتي تمكن حامليها العمل ضمن المجال الصحافي بشكل احترافي أكبر.
الجامعات الخاصة
هنالك أكثر من 100 جامعة خاصة في ألمانيا، ولكن ليس كل جامعة منها تحقق ما تقدمه ضمن بروشوراتها ومنشوراتها. إن اعتمادية هذه الجامعية وقبولها ضمن النظام التعليمي الألماني هو معيار أساسي وحقيقي لقوة الجامعة وعن نوعية التعليم فيها.
أغلب الجامعات الخاصة تتطلب دفع رسوم وأقساط قد تصل إلى 25 ألف يورو لكامل مدة الدراسة، رغم وجود الدعم الخاص والحكومي لأغلب هذه الجامعات. على الرغم من ذلك هنالك دائمًا بعض المنح المقدمة من هذه الجامعات لبعض الطلاب المتفوقين.
إضافة إلى ذلك، تتميز الجامعات الخاصة بوجود المواد والمعدات التعليمية الحديثة دائمًا، وتضمن أيضًا الحصول على عمل بعد التخرج لوجود شركات راعية ومتعاقدة مع هذه الجامعات للاستثمار في خريجيها. بالطبع، لا يتجاوز عدد الطلاب الدارسين في الجامعات الخاصة 4.5% من إجمالي عدد الطلاب الدارسين في الجامعات في ألمانيا، ولكن يزداد هذا العدد مع السنوات.
طريقة اختيار الجامعات أمر مهم جدًا ويجب على الطلبة دائما زيارة الجامعات إن أمكن، أو التكلم مع المسؤولين عن قسم التسجيل فمعظمهم يتكلم اللغة الانكليزية. بالإضافة إلى ذلك فإن الكثير من الجامعات قامت بتجهيز مكاتب استشارية خاصة تقدم خدماتها باللغة العربية للطلبة اللاجئين الراغبين بإكمال دراستهم في ألمانيا، وترتبط طريقة الاختيار بالمعايير التالية:
- مدى قرب الجامعة من مراكز التدريب والعمل خلال الجامعة وبعدها.
- مدى ارتباط القسم المطلوب التخصص به بالشركات والمعامل ومراكز الأبحاث التي تزيد فرصة الطالب بالعمل وإكمال التخصص بعد إنهاء الدراسة.
- سمعة الجامعة من الناحية البحثية فهذه تزيد من قوة التخصص عبر التعرف على أحدث ما توصل إليه العلم في جميع المجالات العملية منها والنظرية.
- قرب الجامعة من خيارات الطلبة العرب القدماء، فهؤلاء ومن خلال خبرتهم الطويلة يقومون بجذب الطلبة نحو جامعات معينة تدعم طريقة دراستهم وحياتهم وتحترم عاداتهم وتقاليدهم.
في النهاية، إن الجامعات الألمانية حاليا تحاول وبكل الوسائل جذب الطلبة اللاجئين والمهاجرين، فهم عماد الصناعة والمستقبل العلمي لألمانيا، وأنصح طلبتنا باستغلال هذا الأمر لرفع سويتهم العلمية بأقصى طريقة ممكنة، لزيادة فرصتهم في سوق العمل الألمانية في المستقبل.