عبد الرزاق حمدون*
تعتبر جملة الراحل الهولندي يوهان كرويف: “لعب كرة القدم أمر في غاية السهولة، لكن لعب الكرة البسيطة أصعب ما في الأمر”، من أشهر المقولات التي قدّمها عرّاب نادي برشلونة لعشّاق كرة القدم، لتصبح فيما بعد هوية تُنسب لأسلوب لعب النادي الكتالوني، وتتغلغل معها الصبغة الهولندية في ثنايا “الكامب نو”.
منذ رحيل جيوفاني فان برونكهورست عن نادي برشلونة، لم تشهد سماء “الكامب نو” على لاعب هولندي ذو قيمة عالية، قادر على إعادة رونق مدرسة كرويف التي احتلّت برشلونة وأصبحت رُكناً أساسياً في كيان النادي. ليأتي فيما بعد إبراهيم أفلاي الذي خرج من الباب الضيّق، ومن بعده الحارس سيليسين الباحث حتى الآن عن مكان في التشكيلة الأساسية.
فترة غياب هولندية عن الساحة الكتالونية، لم تألفها جماهير فريق يصف نفسه بأنه “أكثر من مجرّد نادي” لكثرة المبادئ التي تراها داخل أسواره، وأبرزها العمل على المواهب والأكاديميات لتخريج لاعبين شبّان قادرين على اكتساح الكرة الأوروبية، لتأتي الأخبار الأخيرة عن نيّة إدارة النادي التوقيع مع موهبتي هولندا ونادي آياكس “دي ليخت ودي يونغ” بقليل من التفاؤل.
من يتابع نادي آياكس حالياً سيعلم مدى أهميّة اللاعبيّن، “دي ليخت” مدافع شاب بعمر الـ 19 عاماً تمكّن من شق طريقه من خلال بيئة تساعد على تألق الشبّان، ليجد مكاناً أساسياً له في تشكيلة المنتخب الهولندي مع المدرّب رونالدو كومان، ويتمتع اللاعب الشاب ببنية قوية مع بطول قامة مناسب لمركزه كمدافع، كما يمتلك نزعة هجومية وفي سجله لهذا الموسم هدف إضافة لصناعة آخر.
أما اللاعب الثاني “دي يونغ” فهو الذي شغل سوق الانتقالات مؤخراً، وحرّك خزائن أندية لديها قدرة مالية كبيرة من أجل الحصول على توقيعه. يحمل اللاعب في جيناته الكثير من أسلوب برشلونة، حيث تكفي قدرته على الربط بين الدفاع والهجوم والراحة التي يقدّمها لرفاقه في خط الوسط. الكلام عن صاحب الـ21 ربيعاً لا ينتهي بين جماهير برشلونة، التي تصفه بأنه “خير خلف لـ سيرجيو بوسكيتس”، وتواجده في تشكيلة الفريق أصبح مطلباً كبيراً لهم.
إدارة بارتوميو قدمت مبلغ 130 مليون يورو لضم هاتين الموهبتين، لكن قدومهما مع تواجد مدرب متواضع مثل فالفيردي ربما سيكون كابوساً على الجميع. يكفي تعامله السيء مع التعاقدات الجديدة التي أبرمها النادي، لذا فإن التعاقد معهما يعني خروج فالفيردي حتماً.
ما قدّمه كرويف لنادي برشلونة لا يزال راسخاً في هذا النادي، ومهما طالت فترة انقطاع الوجوه الهولندية عن المشهد الكتالوني لا بُد من العودة للمبدأ الأساسي وهو “الكرة الشاملة”.
*عبد الرزاق حمدون – صحفي رياضي مقيم في ألمانيا