تلقي هذه السلسلة من المقالات الضوء على تنوع المواد الغذائية الأساسية الموجودة في ألمانيا، كالأرز والسكر والزيت والقهوة والشاي والبطاطا والطحين والحبوب الأخرى، لتكون دليلاً يساعد على زيادة معرفتكم بها وبأماكن توفر أفضلها.
في هذا المقال سنتحدث عن الشاي في ألمانيا وفي العالم وفي بلادنا على وجه الخصوص. إذ مثلما يستحيل فصل الشاي عن الماء الساخن بعد انحلاله، فالأمر كذلك أيضاً إن حاولنا فصله عن ثقافتنا التي يمتزج معها، نشربه كل صباح مع الفطور ويتوسط أطباق “الحواضر” عند العشاء ويساعد على هضم المآكل الدسمة بعد الغداء. مشروب العمال الكادحين أثناء العمل، والفلاحين في ساعة الراحة. أنيس الرجال في المقاهي والنساء في الجلسات. وعلى النقيض من القهوة، يشربه الكبار والصغار، ويساعد الطلاب على السهر والتركيز قبل امتحاناتهم، والجميع تقريباً يشربونه بنفس الطريقة مع إضافات أو بدون، حلواً أو معتدل الحلاوة، خمير أو أكياس.
وبالرغم من التصاق الشاي الأسود في بلادنا بكل مفاصل يومنا وثقافتنا، فإن منطقتنا لم تعرفه قبل العصر العثماني، ولم تكتشف في الصين طريقة تحضيره إلا في القرن الخامس عشر أو السادس عشر مع أن الشاي الأخضر زرع فيها قبل 2000 ق.م.
كان الشاي الأسود أول أنواع الشاي في الشرق الأوسط وأوروبا، بسبب قابلية تخزينه ونقله وصلاحيته الطويلة. وأدى رواجه التجاري في الغرب إلى ارتفاع الطلب عليه، وإنتاجه على نطاق واسع في الصين بتشجيع من التجار الهولنديين والاسكتلنديين والإنجليز، والمغامرين الذين سرقوا نباتات الشاي، وبذوره من الصين ونشروا إنتاجه في بلدان أخرى، إلى أن قامت شركات الشاي الإنجليزية الأولى بإنشاء مزارع في بلدان مختلفة، واستعانت بالآلات لمعالجته مستغنيةً بذلك عن الأيدي العاملة الخبيرة.
ومع مرور الوقت، انتشر إنتاج الشاي الأسود إلى الهند وسريلانكا وكينيا، ثم دخل إندونيسيا وفيتنام وتايلاند ورواندا والبرازيل وأماكن أخرى.
مصادر الشاي الأسود
يتم إنتاجه يدوياً في أجزاء من الصين، ويأتي الشاي الأسود عالي الجودة في معظمه في الصين والهند (وخاصة الدارجيلنغ) ومن سيريلانكا ومؤخراً النيبال.
أما الشاي التجاري الذي يباع بكميات كبيرة في المزادات فهو ينتج في أجزاء كثيرة من العالم، بما في ذلك الأرجنتين والبرازيل وإندونيسيا وكينيا وملاوي ورواندا وفيتنام وتايلند وزيمبابوي.
في السنوات الأخيرة، بدأت عدة بلدان غير معروفة كمورد للشاي الأسود بإنتاج كميات محدودة منه. كإنكلترا (حيث يزرع في البيوت الزجاجية) واليابان (وهي دولة معروفة بشايها الأخضر).
ما هوالشاي الأسود؟
الشاي الأسود هو النوع الأكثر شعبية في منطقتنا والغرب. ويعود الفضل في ذلك إلى نكهته القوية وطول مدة صلاحيته نسبياً. أما في الشرق، فاستهلاك الشاي الأسود هو أقل شيوعا في الصين.
ينتج عن عملية التذبيل والتخمير ثم التجفيف بالحرارة لإيقاف تخمره، وبعد هذه المرحلة يصبح نقله سهلاً.
هناك أنواع كثيرة متوفرة من الشاي الأسود؛ معظمها خلطات من مصادر مختلفة، تشمل خلطات شاي الفطور الإنكليزي الأسود الشعبي وشاي الفطور الأيرلندي وشاي بعد الظهر. بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من خلطات الشاي الأسود بنكهة الفواكه، الزهور، والتوابل.
النكهات الكلاسيكية للشاي الأسود تشمل:
- إيرل غراي (ابو عطره) المعطر بزيت البرغاموت (نوع من الحمضيات)، أو نكهة زيت البرتقال والليمون (ليدي غراي).
- ماسالا تشاي، المخلوط مع التوابل المختلفة وهو لذيذ بصحبة الحليب.
- الأسود المعطر بالفاكهة أو الورد، مثل شاي روز بلاك والشاي الليتشي الأسود (وكلاهما منشؤهما الصين).
في السنوات الأخيرة، بدأت العديد من شركات صناعة الشاي، بتقديم أصناف جديدة هي مزيج من الشاي الأسود ونكهات مثل الشوكولا والفانيلا، أو المدخنة كشاي كارافان الروسي والفواكه الاستوائية والتوابل والأعشاب. وقد شاع في منطقتنا منذ القديم تناول الشاي، مخلوطاً ببهارات أبرزها القرفة والزنجبيل والهال والنعناع والليمون.
أنواع الشاي وخصائصها:
يميل طعم الشاي الأسود إلى أن يكون قوياً منعشاً وقابضاً.
شاي أسّام الأسود: يحمل اسم المنطقة التي ينبت فيها وهي مرتفعات أسّام في الهند، ومن خصائص نكهته أنها قوية وقابضة ولونه منعش، يفضل الكثيرون شاي أسام مع الحليب والسكر، ليصبح بذلك النوع المفضل لمرافقة الحلويات. كما يمكن التمتع به برفقة السندويشات والمعجنات وحواضر العشاء.
شاي دارجيلنغ الأسود: هوالشاي الآتي من دارجيلنغ الواقعة على سفوح الهملايا في شمال غرب الهند. وهو من أطيب الأنواع وأسلسها مذاقاً، يمكن أن يكون حصاده في الربيع (قطفة أولى) وهي تعطي شاياً زهري العطر، أو في الصيف (قطفة ثانية) حيث تطغى عليه نكهة فاكهية مميزة، وهو بشكل خاص جيد مع الكيك والحلويات والفواكه والشوكولا.
الشاي السيلاني الأسود: يأتي الشاي السيلاني من سيلان وهو الاسم القديم لسريلانكا، وتتنوع أصنافه كالأولونج الأبيض والأخضر والأسود، ولكن السيلاني الأسود بالذات هو الخيار الأكثر شعبية لتناوله بعد الظهر. وهو ما يفضله عادة سكان المنطقة العربية. من أنواعه الأكثر شهرة في عالمنا العربي البيكو البرتقالي الذي يستمد اسمه من لون انحلاله. وهو شاي كحبات الخرز تنفتح أوراقه عند إضافته للماء الساخن لتكشف عن ورقة شبه كاملة ونكهة قابضة تبغية.
اقرأ أيضاً:
دليل المواد الغذائية الأساسية في ألمانيا ونصائح مجَّربة – الجزء الثاني
دليل المواد الغذائية الأساسية في ألمانيا ونصائح مجَّربة – الجزء الثالث
دليل المواد الغذائية الأساسية في ألمانيا ونصائح مجَّربة – الجزء الرابع
دليل المواد الغذائية الأساسية في ألمانيا ونصائح مجرَّبة – الجزء الخامس