يتساءل كثيرون عن السبب الذي يجعل الآسيويين يعيشون أعماراً أطول ويبدون أصغر عمراً!
ولكن لا يوجد إلى اليوم إجابات قاطعة على هذا التساؤل، وإنما افتراضات قد تساعدنا على الإجابة، أولها الوراثة ويليها نمط الغذاء ومن ثم عادات أخرى يمارسونها دون غيرهم من شعوب الأرض. ونستعرض فيما يلي بعض العادات الصحية التي اعتاد سكان جنوب شرق آسيا على اتباعها، ولربما وجّهت افتراضاتنا قليلاً:
الهروب من الشمس، وألف “لا” للبرونزاج:
على عكس شعوب الغرب المغرمين باكتساب اللون البرونزي، يعتبر الآسيويون أن جمال الوجه يرتكز على بياض البشرة وخلوها من الشوائب، لذلك يهتمون بالحماية الفائقة من الشمس. فهناك كثير من الدراسات الطبية تحذّر من التعرض المفرط لأشعة الشمس، وتشير إلى أنه من أهم مسببات الشيخوخة المبكرة، لأن أشعة الشمس تدمّر الكولاجين والإيلاستين الموجودان في البشرة.
وتستخدم النساء في الصين الواقي الشمسي يومياً بمعاملات حماية عالية، إضافةً إلى استخدام مبيّضات البشرة وكريمات اللؤلؤ في محاولات لتنقية البشرة وتجديد خلاياها وزيادة مقاومة الجلد للعوامل الخارجية. حيث يوضع مسحوق محار اللؤلؤ مخلوطاً بالعسل وصفار البيض على الوجه ليساعد على تقليل الالتهابات، وتهدئة تهيجات الجلد أيضاً.
السكر في الحدود الدنيا:
من المعروف أن خفض استهلاك السكر في الغذاء يؤدي إلى تقليل أكسدة الخلايا، ولابد من الإشارة إلى أن نساء الصين مثلاً قلّما يتناولن السكر، ويفضلن النكهات المالحة أو الحارة. إضافةً إلى أن بعض الأطعمة الصحية، مثل الزنجبيل والسمسم الأسود، والتي يتناولنها كثيراً في غذائهن، تتصدى لعوامل أكسدة خلايا الجسم. فالزنجبيل مثلاً يؤخّر علامات تقدّم السن ويحافظ على الكولاجين في البشرة، كما ينظف البشرة ويخلصها من حب الشباب ويحميها من الإصابة بسرطان الجلد.
الآسيويات يخشين البرد:
يشرب الآسيويون الماء دافئاً، ويختبئون في البيوت بعيداً عن البرد، ولا يأكلون البوظة! وبحسب الطب الصيني الشعبي فإن البرد يؤثر على توازن الجسم ويتسبب بالأمراض، وبالتالي يجب شرب الماء بدرجة حرارة الجسم.
ومن ناحية أخرى فإن حماية الجسد من القلق والضغوط والإجهاد والبرد يحفظ له مستوى متوازن للهرمونات، وعلى العكس فإذا كنا نتعرض لمواقف تثير القلق والتوتر فإن هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين تصل إلى مستويات عالية في أجسامنا. في الحالات الطبيعية يكون الجسم قادراً على تنظيمها من خلال الجهاز العصبي الودي، لكن إذا كانت حالة القلق أو الضغوط مستمرة، أو تتكرر بمعدلات كبيرة، فإنها تعجّل بزحف الشيخوخة، أما ما يتعلق بالمشروبات الدافئة أو الباردة فليس هناك دليل علمي بشأنها حتى الآن.
الأقنعة الكورية:
تنفق الصينيات ما يقارب 270 يورو شهرياً على منتجات التجميل. النجم اللامع في منتجات التجميل هذه هو الأقنعة الكورية، وهي على عكس محتويات الكريمات والأمصال تحتوي على مادة الفيلموجين(filmógenos) التي تكوّن طبقة مقاومة للماء، تغطّي وتمتص الأحماض التي تعمل مباشرة على الجلد، وتنتج تأثيرها الفوري.
إرتداء الألوان الفاتحة:
إرتداء الألوان الفاتحة يمنح مظهراً أكثر شباباً، الألوان الداكنة تعكس ظلالاً على البشرة وتحدّد خطوط تعبيرات الوجه، بينما تخفّف الألوان الفاتحة هذه العوامل، فضلًا عن ارتباطها بالأطفال الصغار وبالتالي تعطي مظهراً أصغر للبالغين. ونصحت مجلة Who What Wear للموضة بارتداء اللون الأزرق الخزامي لمظهر أكثر شباباً، واللون الوردي الداكن لأنه يضيء البشرة.
التمسك بمواعيد محددة لتناول الطعام والراحة:
الاستيقاظ مبكراً أمر مهم يقوم به الصينيون، ينامون مبكراً ويأخذون قيلولة إجبارية بعد الغداء. أوقات تناول الإفطار والغداء والعشاء ثابتة في الصين، ووفقاً لدراسة نشرتها مجلة “ساينس”، فالالتزام بمواعيد محدّدة يساعد في محاربة الشيخوخة، إذ يسمح بتنظيم الساعة البيولوجية ليلاً ونهاراً، مما يسهم في نيل الراحة بشكل أفضل ويزيد الإنتاجية. هذه العادات تطيل العمر وتحسن نوعية الحياة.
وللحفاظ على شباب البشرة تستخدم الآسيويات بعض الأسرار ومنها:
- الشاي الأخضر: وهو من أبسط وسائل الحفاظ على الشباب، نظراً لخواصه المذهلة المضادة للشيخوخة وخسارة الوزن بفعالية.
- أوراق النعناع: وتساعد في الحصول على بشرة نضرة مشرقة على الفور.
- التونر الطبيعي: تستعمل المرأة الآسيوية ماء الأرز كتونر طبيعي للبشرة لتحسين ملمسها. حيث يُنقع الأرز في الماء مع تغطيته جيداً، حتى يصير لون الماء أبيض. يحفظ الماء في الثلاجة ويستعمل كتونر للبشرة باستخدام قطعة من القطن.
- ماسك البيض: للحفاظ على بشرة نضرة ومشدودة.
- التدليك: تعتقد المرأة الآسيوية أن التدليك الجيد للجسم يساعد على تحفيز الدورة الدموية، والحصول على بشرة صحية وجسم صحي. وتدليك الوجه شائع جداً في المجتمع الآسيوي للتخلص من انتفاخات الوجه، وتجديد خلايا البشرة.