حنا ورد- في مدينة بريمن الساحرة وعلى مدى ثمانية أيام امتدت فعاليات مهرجان فنون 2017 \ Funun Festival، الذي أقامته الجمعية الثقافية السورية في المهجر.
بدأت النشاطات الفنية المكثفة لـ”مهرجان فنون” بحفل الافتتاح في القاعة الرئيسية في ولاية بريمن، وبحضور السيد كارستن زيلنغ عمدة المدينة، ورئيسة وأعضاء الجمعية الثقافية السورية.
واستهلّ الحفل غناء كورال أطفال سوريين، إلى جانب عزف على البيانو للطفل السوري نائل طرابلسي والذي يبلغ الرابعة عشرة من العمر، وتلته عدة فقرات فنية أخرى.
أما اليوم التالي فشهد افتتاح معرض فني لفنانين تشكيليين سورين منهم بهرام حاجو، بطرس المعري، ناصر الحسين، عبد الرزاق شبلوط، منهل عيسى، ناصر نعسان أغا وغيرهم.
وكان المهرجان من الغنى بحيث ضم أيضاً عروضاً لأفلام سينمائية وهي: الفيلم التسجيلي تدمر للمخرجين مونيكا بورغمان و لقمان سليم، وهو فيلم تسجيلي يحكي قصص مساجين سابقين في سجن تدمر السيء الصيط. والفيلم الروائي ” تراب الغرباء” من إخراج سمير ذكرى، وحضر العرض كلٌ من الباحث سلام الكواكبي وحنا ورد مدير تصوير الفيلم. كما عُرضَ أيضاً فيلم “أكوروديون” للمخرج نهاد حسن.
وكان للتصوير الفوتوغرافي حضورٌ في المهرجان:
تم عرض أعمال مصورين ضمت صوراً من الريف السوري، ومن المصورين المشاركين محمد الطالب ومعاز العمر، وكان الفنان حنا ورد قد أشرف على اختيار الصور الفوتوغرافية المشاركة في المعرض، وذلك كجزءٍ من مشروعه المستقبلي على تطوير تجارب الفوتوغراف والفيديو لمصوري الداخل السوري مستقبلا.
أما أبرز ما قدمه مهرجان “FUNUN FESIVAL 17” فكان العرض الأول لفرقة “مجاز \ MAjazz” والذي التقى فيه الموسيقيان مياس اليماني وصلاح عمو بعد عشرين عاماً حيث قاما بإطلاق مشروعهما الموسيقي الجديد “مجاز”، وتميّز العرض بتمازج موسيقيّ استثنائي ما بين أنغام الشرق الأصيلة وجمال موسيقى الجاز. وبمرافقة أهم موسيقي الجاز من فيينا وهم ماريا بيتروفا، جوليا سيدل، وأوليفر شتيغير، إضافةً للعازف توفيق ميرخان على القانون و الفنان جورج أرو على الإيقاع، تمكن هذا العرض الأول للفرقة في مهرجان الفنون في بريمن من نقل الجمهور في رحلةٍ موسيقيةٍ بديعة وعملٍ فني متكامل.
عروض وفعاليات متعددة
أما الحفل الموسيقي الثاني فقدمته فرقة “ZollHausBoys” المتعددة الجنسيات إذ ضمت موسيقيين سوريين وعراقيين وأفغان بإدارة الموسيقيين الألمانيين باغو بالكي وغيرهارد ستيغير.
يجدر بالذكر أيضاً أن الفنان السوري فراس الشاطر “اليوتيوبر الشهير” كان له حضور لطيف ومتميز في مهرجان فنون بريمن، حيث قدم قراءة في كتابه الجديد “أنا أتقرب من ألمانيا”. ولم يقتصر المهرجان على الأنشطة الداخلية هذه، إنما امتد ليشمل أنشطةً قصصية للأطفال في مكتبة المدينة.
في نهاية الأيام الثمانية جاء حفل الختام رائعاً، إذ أدت فيه الفنانة رشا رزق كثيراً من أغانيها التراثية القديمة إضافةً إلى أغانيها الجديدة، ولاسيما أغاني ألبومها الجديد “ملاك”، الذي كتبت بنفسها معظم أغانيه وتحكي فيها عن آلام السوريين وصراعهم مع الدكتاتورية، وعن الأطفال الذين كانوا ومازالوا الضحية الأولى على كافة الصعد. وتم توفير البطاقات في مكان الحفلة وبسعر مخفض لحاملي بطاقة طالب أو مكتب العمل.
لعلً أكثر ما يستحق الإشادة به في هذا المهرجان تقديمه ودعمه لفرقة مجاز في حفلها الفني الأول، إضافةً لتقديم الحفل الأول لرشا رزق بعد إطلاق ألبومها الجديد.
على صعيدٍ آخر لابد من الإشارة إلى أن المهرجان أقيم بمبادرة من السيدة ياسيمينا حريتاني رئيسة الجمعية الثقافية السورية في المهجر وأعضاء الجمعية، ورجل الأعمال السوري رجب ابراهيم، والسيد توفيق ميرخان والدكتور وحيد غنام والسيدة إيفيزا ليوبين. وافتتحت السيدة ليبوجه تشيرنا رئيسة مجلس المواطنة في مدينة بريمن حفل الافتتاح باقتباس من اللاجيء السوري عبد الله الخطيب يشرح فيه كيف غيرت الحرب مجرى حياته بعد أن عوقب هو وشعبه لمجرد المطالبة بأبسط الحقوق؛ عدالة، حرية، كرامة.
ويُذكر ختاماً أن مهرجان فنون 2017 استطاع أن يعكس مستوى الفن السوري وأن يشجع التجارب الفنية الجديدة بسبب غناه بالأنشطة الفنية المتنوعة والاحترافية عالية الجودة.