أجرى الحوار: رامي العاشق
شارك الفنان الفلسطيني محمد ابراهيم السعدي في معرض ناسا الفني بمدينة فايسنبادن عاصمة ولاية هيسن، بدعوة من فنانة ألمانية وزوجها، وتعد صالة ناسا واحدة من دور العرض المهمة في ألمانيا، ويهدف المعرض لإتاحة الفرصة للفنانين القادمين إلى ألمانيا، وتقديمهم وأعمالم البصرية ذات المواضيع السياسية والاجتماعية إلى المتلقي الألماني، وشارك السعدي بتسع لوحات مشغولة بالفحم، كان قد رسمها في مخيم اللجوء في ألمانيا، ولوحتين زيتيتن، الأولى حصلت على المركز الأول في مسابقة شباركاسسه، والثانية أنجزها قبل افتتاح المعرض بأيام، يقول عنها السعدي: “سميتها (الوطن والاحتلال) وكانت واقعية رمزية أشبه بالطبيعة الصامتة وعبرت فيها عن الوطن فلسطين واثر الاحتلال تم المعرض بافتتاح وزير الثقافة ومحافظ المدينة وعدد كبير من الحضور”.
السعدي عضو اتحاد فناني فلسطين إقليم سوريا، صاحب فكرة تجمع فناني فلسطين، وأحد مؤسسيه من موليد سوريا مخيم اليرموك 1988 يقيم حاليا في مدينة فرانكفورت منذ قرابة العام والنصف بعد رحلة لجوء طويلة،
ويعمل في مجال الديكور الداخلي والرسومات الجدارية والزخرفة.
وعن تجربته الفنيّة وتقنيات الرسم وأساليبه يقول السعدي: “منذ البداية كنت مهتمًا بالمدرسة الواقعية وبالأسلوب الرمزي، فأنا أعتبره أكثر بساطة لإيصال الفكرة أو الرسالة، أما بالنسبة للأساليب فهي ضمن المواد التقليدية المستخدمة في مجال اللوحة، وكانت المواد عبارة عن مادتين: الفحم، والألوان الزيتية، والتقنية تحدد من قبلي بحسب نوع ومضمون اللوحة”.
المركز الأول في مسابقة بنك شباركاسسه
كان بنك شباركاسسه قد أقام مسابقة فنية بمناسبة تأسيسه منذ عام 1878 في مدينة فرانكفورت، وتقدم عدد كبير من الألمان والأوروبيين للمسابقة، بعدها وقع الاختيار على ستين مشارك، كان السعدي أحدهم، إذ شارك بلوحة موضوعها التفاؤل اسمها “انتظار الطفل” وكانت عبارة عن يد تمسك بحذاء طفل رضيع، فازت هذه اللوحة بالمركز الأول بعد تقييم لجنة من الفنانين والمختصين، وكانت بداية قال عنها السعدي إنها “تدعو للتفاؤل”، ويرى السعدي إن: “العرض في بلد المنشأ مهم جدًا، فإمكانيات العرض الفنية في سوريا لا تقل أهمية وإمكانية عن نظيراتها الأوروبية، إلّا أن سوريا تفتقد المتاحف الفنية المتخصصة باللوحات التشكيلية، كما أن المعروض هو اللوحة التي تعود لإمكانيات الفنان الثقافية والمهنية ورؤيته الفنية، وهي لا تقل جمالًا وفكرةً عن اللوحات الأوروبية، أما بالنسبة للمستقبل، فبالتأكيد الأفضلية لأوروبا، فاللوحة تعتبر من المكون الثقافي والتراث الأوروبي بخلافنا، كما أن المقابل المادي -الذي يدعم استمرار الفنان واستقراره- أكبر، أضف إلى ذلك، أن العرض في بلد المنشأ تكون فيه المنافسة مع الوسط ذاته، والثقافة والبيئة ذاتهما، أما في أوروبا، فهو أشبه بالتحدي وإثبات الذات في النديّة مع الأوروبيين، وإيصال الفكرة لجمهور جديد من ثقافة أخرى”.
وبحسب السعدي، فإن رسالته أن يكون عند ثقه أهله وأصدقائه، وأن يكون خير من يعبر عن رؤيتهم ومعاناتهم ومأساتهم عن طريق لوحته وفنّه الذي يكرسه من أجل قضاياه وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وتبعات الاحتلال واللجوء منذ سبعين عامًا على فقدان الوطن، ويختم السعدي حواره معنا بقوله: “أشكر الله، ثم أشكر كل من وقف بجانبي من أهلي وأصدقائي العرب والألمان، وأحب أن أقول إن أعظم اللحظات التي مررت بها، ولم أجد مفردات تعبر عنها، هي تلك التي أستمتع فيها بالسكون إلى جملة (كم نحن فخورون بك)”.