ذكرت صحيفة الغارديان في تقرير مطول نشرته اليوم، بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، تغيب عن بعض الاجتماعات الوزارية والدبلوماسية في المملكة، خلال الأسبوعين الماضيين.
وأرجعت الصحيفة في تقريرها إلى أن هذا التغيب هو محاولة لإعطاء فكرة بأنه قد تم تجريده من بعض صلاحياته المالية والاقتصادية.
وكان العاهل السعودي قد طلب من ولي عهده أن يتواجد ضمن الاجتماع الوزاري لكنه لم يحضر.
هذه الخطوات لم يتم الإعلان عنها للعموم، إلا أن الغارديان قالت إن أحد مساعدي الملك الموثوقين، مساعد العيبان، الذي تلقى تعليمه في هارفارد، والمعين مؤخراً كمستشار للأمن الوطني، سيشرف بشكل غير رسمي إصدار قرارات باسم الملك.
وكانت العلاقة بين الملك وابنه قد بدأت بالتوتر بعد جريمة الصحفي جمال خاشقجي، حيث يُتوقع أن يكون قد اغتيل في القنصلية السعودية في إسطنبول بقرار من ولي العهد نفسه، وهو ما نفته الحكومة السعودية مراراً.
ويرى خبراء بقضايا الشرق الأوسط بأن هذه الجريمة، ودور السعودية في الصراع باليمن، قد فاقما من الفجوة بين الملك وبن سلمان، كون ما يحصل يضر بسمعة العائلة.
وفي الوقت الذي يتوقع فيه مراقبون أن يعتلي بن سلمان العرش، يرى آخرون بأن الملك قد يسعى لكبح جماح ابنه بعد أن بات العالم يسلط الأضواء على المملكة وأوضاعها الداخلية.
وبحسب مصدر للغارديان فإن بن سلمان تغيب عن اجتماعين مهمين على مستوى الوزراء، كان الملك قد ترأسهما، كما تغيب اجتماعات مع شخصيات كبيرة، أحدها مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف.
وتغيب الأمير محمد مع مسؤولين اقتصاديين وماليين خلال هذا الأسبوع، وعن اجتماع بين الملك والمفتي، وعن اجتماع مع رئيس منظمة الصحة العالمية، وعن اجتماع مع رئيس وزراء لبنان، وسفيري الهند والصين.
ورفض متحدث باسم الحكومة السعودية في واشنطن التعليق على هذه الأخبار أو حتى تقديم معلومات عن بن سلمان أو عن الخطوات المزعومة عن سحب بعض الصلاحيات منه، وحتى حول تعيين العيبان لمتابعة بعض الأمور المالية.
ومن غير الواضح بالرجوع إلى الصحافة المحلية وتغطيتها لأخبار الملك وولي عهده، إن كان بن سلمان قد تغيب عن كل الاجتماعات على المستوى الرفيع، مع العلم بأنه لم يذكر بأي خبر في وسائل الإعلام المحلية، سوى أنه تواصل مع رئيس الوزراء الياباني بمكالمة هاتفية الأسبوع الماضي.
متحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية نفت أن يكون محمد بن سلمان قد التقى بلافروف خلال زيارته، أو حتى حضوره أي اجتماع.
ولم يتغيب ولي العهد فيما سبق عن أي اجتماع، مصدر على اطلاع على أعمال البلاط الملكي السعودي قال إن ما يحصل يشكل مفاجأة.
اختفاء بن سلمان عن الاجتماعات يوم الثلاثاء أزعج الملك، خاصة وأنه يناقش الكثير من القضايا والتحديات التي تواجهها المملكة، الاجتماع الذي استمر ساعتين ناقش الملك مخاوفه تجاه تراجع الاستثمارات في السعودية.
وتوصل المجتمعون إلى ضرورة مشاركة الملك سلمان بكل القرارات المالية وموافقته عليها، ويسري القرار لحظة صدوره.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد نشرت خبراً مفاده أن استثمارات سعودية قد ضاعت بسبب خلاف مع مستثمر هوليوودي، بعد أن قرر وقف الاتفاق، الذي تبلغ قيمته 400 مليون دولار، بسبب أزمة خاشقجي.
وبعد مقتل خاشقجي تواجه السعودية ضغوطات بسبب ملف حقوق الإنسان، وحقوق المرأة، ومساجين سياسيين.
وكانت الغارديان قد نشرت خلال الأسابيع الماضية تقريرا عن خلاف بين الملك وابنه، بعد أن أعلن الأخير قرارين دون علم والده، خلال زيارة الملك إلى مصر، وهما تعيين ريمة بنت البندر سفيرة في واشنطن، وترقية أخيه الأمير خالد لمرتبة وزير دفاع، قراران أصدرهما ولي العهد وصادق عليهما أيضا أثناء سفر والده، وهو أمر قال خبراء بأنه نادر الحدوث.
مضاوي الرشيد، المحاضرة في كلية لندن للاقتصاد أكدت بأن الملك سلمان يدعم ابنه في كل المواقف، حتى في مقتل خاشجقي، مذكرة برحلته في المملكة والتي اصطحب فيها ابنه، والتي هدف منها إرسال رسالة مفادها بأنه ما يزال يحصل على تأييد العائلة الحاكمة.
المصدر: يورونيوز
مواضيع قد تهمك/ي: