يشرح طبيب الجهاز التنفسي جون ويلسون والبروفيسورة كريستين جنكينز نطاق تأثيرات Covid-19 من عدم وجود أعراض إلى الإصابة بالالتهاب الرئوي، واختلافات الالتهاب الرئوي العادي عن الالتهاب الناجم عن فيروس كورونا.
كيف يمكن أن تتطور الإصابة بفيروس كورونا (Covid-19) إلى الالتهاب الرئوي الخطير؟ وماذا يفعل ذلك بالرئتين وبقية أعضاء الجسم؟
كيف يؤثر الفيروس على الناس؟
يقول البروفيسور جون ويلسون، الرئيس المنتخب للكلية الملكية الأسترالية للأطباء وطبيب الجهاز التنفسي، إن جميع العواقب الوخيمة تقريباً لفيروس كورونا تتميز بالالتهاب الرئوي. ويمكن تصنيف الأشخاص المصابين بالعدوى إلى أربع فئات عريضة.
المجموعة الأقل خطورة هم الأشخاص “غير السريريين” والمصابين بالفيروس ولكن ليس لديهم أعراض.
يليها أولئك الذين يصابون بعدوى في الجهاز التنفسي العلوي، أي أن الشخص يعاني من الحمى والسعال وربما أعراضًا أخف مثل الصداع أو التهاب الملتحمة، وحتى لو كانت الأعراض طفيفة فإنهم ما زالوا قادرين على نقل الفيروس ولكن قد لا يكونون على علم به.
والمجموعة الثالثة هم من قد تتطور لديهم هذه الأعراض الشبيهة بالزكام إلى حد تمنع المصاب من العمل، وقد يحتاج للمشفى أو العمليات الجراحية.
يقول ويلسون إن المجموعة الرابعة سيتطور لديها المرض إلى درجة الالتهاب الرئوي. وبحسب منظمة الصحة العالمية إن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من مشاكل أساسية مثل ارتفاع ضغط الدم أو مشاكل في القلب والرئة أو مرض السكري، هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة.
كيف يتطور الالتهاب الرئوي؟
عندما يعاني المصاب بفيروس كورونا من السعال والحمى، نتيجة العدوى التي وصلت إلى الجهاز التنفسي، كما أن بطانة الجهاز التنفسي تصاب ويحدث الالتهاب. وهذا بدوره يهيج الأعصاب في بطانة مجرى الهواء. مجرد بقعة من الغبار يمكن أن تحفز السعال. ولكن إذا تفاقم هذا الأمر، فإنه يتجاوز مجرد بطانة مجرى الهواء ويذهب إلى وحدات تبادل الغازات، الموجودة في نهاية الممرات الهوائية.
“إذا أصيبوا بالعدوى، فإنهم يستجيبون عن طريق صب مادة التهابية في الأكياس الهوائية الموجودة في قاع الرئتين”. يقول ويلسون، ويضيف أنه إذا أصبحت الأكياس الهوائية ملتهبة، فإن ذلك يتسبب في “تدفق المواد الالتهابية (السوائل والخلايا الالتهابية) إلى الرئتين وينتهي الأمر بالالتهاب الرئوي”.
وبهذه الحالة تمتلئ الرئتان بالمواد الالتهابية وتعجزان عن تأمين كمية كافية من الأكسجين في مجرى الدم، مما يقلل من قدرة الجسم على امتصاص الأكسجين والتخلص من ثاني أكسيد الكربون. وهذا هو السبب المعتاد للوفاة بسبب الالتهاب الرئوي الحاد.
كيف يمكن علاج الالتهاب الرئوي؟
تقول البروفيسورة كريستين جنكينز، رئيسة المؤسسة الأسترالية للرئة وطبيبة الجهاز التنفسي، لسوء الحظ ليس لدينا حتى الآن أي شيء يمكن أن يحمي حاملي الفيروس من الإصابة بالالتهاب الرئوي.
“تجري الآن تجارب لمجموعات مختلفة من الأدوية الفيروسية والمضادة للفيروسات التي يمكن أن تكون فعالة. في الوقت الحالي، لا يوجد أي علاج قائم بخلاف العلاج الداعم، وهو ما يُقدم للأشخاص في العناية المركزة.
يقول ويلسون إن المرضى المصابين بالالتهاب الرئوي الفيروسي معرضون أيضاً لخطر الإصابة بالعدوى الثانوية، لذلك سيتم علاجهم أيضاً بالأدوية المضادة للفيروسات والمضادات الحيوية.
هل يختلف الالتهاب الرئوي عن هذا الذي يسببه فيروس كورونا (Covid-19)؟
تقول جينكينز إن الالتهاب الرئوي الذي يسببه فيروس كورونا يختلف عن الحالات الأكثر شيوعاً، حيث أن معظم أنواع الالتهاب الرئوي التي نعرفها لأشخاص في المستشفى هي بكتيرية وتستجيب لمضاد حيوي.
يقول ويلسون إن هناك أدلة على أن الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا قد يكون شديداً بشكل خاص. فهو يصيب كامل الرئتين، بدلاً من أجزاء صغيرة فقط. وبمجرد أن يكون لدينا عدوى في الرئة، وإذا أصابت الأكياس الهوائية، فإن استجابة الجسم تكون أولاً في محاولة لتدمير (الفيروس) والحد من تكاثر. لكن آلية الاستجابة الأولى يمكن أن تضعف في بعض المجموعات، بما في ذلك الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والرئة، والسكري وكبار السن.
تقول جينكينز، بشكل عام، أن الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر معرضون لخطر الإصابة بالالتهاب الرئوي، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مثل مرض السكري أو السرطان أو مرض مزمن يصيب الرئتين أو القلب أو الكلى أو الكبد والمدخنين والرضع الذين تقل أعمارهم عن 12 شهراً.
“العمر هو المؤشر الرئيسي لخطر الوفاة من الالتهاب الرئوي، وكان في الواقع أحد الأسباب الرئيسية للوفاة عند كبار السن. الآن لدينا علاجات جيدة جداً للالتهاب الرئوي”.
ومن المهم أن تتذكر أنه بغض النظر عن مدى صحتك ونشاطك، فإن خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي يزداد مع تقدم العمر. وذلك لأن نظام المناعة لدينا يضعف بشكل طبيعي مع تقدم العمر، مما يجعل من الصعب على أجسامنا محاربة الالتهابات والأمراض”.
هذا المقال مترجم من موقع The Guardian للاطلاع على النص الأصلي اضغط هنا
اقرأ/ي أيضاً:
منظمة الصحة العالمية: أسئلة وأجوبة حول مرض فيروس كورونا (كوفيد-19)
متى من المتوقع أن ينحسر وباء كورونا؟.. ترامب متشائم والعلماء أكثر تفاؤلاً!
بدء التجارب السريرية في 7 دول أوروبية لاختبار 4 علاجات محتملة لفيروس كورونا