حذّر تقرير مدعوم من الأمم المتحدة من أن نحو 60 بالمائة من سكان اليمن، في “أزمة” أو “حالة طارئة” فيما يتعلق بالوضع الغذائي، مؤكدا أن البلاد لم تصل بعد إلى حالة المجاعة الكاملة، لكنّه حذر من تدهور الوضع “بشكل مأساوي”.
وقال برنامج الأغذية العالمي أمس الأربعاء، إن محافظتي تعز والحديدة اليمنيتين على البحر الأحمر مهددتان بخطر المجاعة إذا لم يصلهما المزيد من المساعدات. علمًا أنّ المحافظتين كانتا من مناطق إنتاج الغذاء في البلاد.
وتأتي الأزمة الغذائية بعد اندلاع حرب قبل عامين بين جماعة الحوثي المدعومة من إيران وتحالف تقوده السعودية. وقد تسببت الحرب في انهيار اقتصادي وقيّدت بشدة واردات الغذاء والوقود التي يعتمد عليها اليمن.
وأظهر التقرير المدعوم من الأمم المتحدة، كما أوردت دويتشه فيليه، أنه لا توجد مجاعة في اليمن، لكنه حذر من أن نحو 60 بالمائة من السكان، أي حوالي 17 مليون نسمة، في “أزمة” أو “حالة طارئة” للوضع الغذائي بزيادة 20 بالمائة عن حزيران\يونيو الماضي. وقال التقرير “إذا لم يتمكن العاملون في مجال المساعدات الإنسانية من الوصول إلى جميع المحتاجين في الأشهر القليلة المقبلة فقد يتدهور الوضع بشكل مأساوي.”
وقال البرنامج إن تعز والحديدة، اللتين تضمان موانئ مهمة في اليمن “سجلتا أعلى معدل عالمي لسوء التغذية الحاد في البلاد، بمعدل يتراوح بين 17 بالمائة في مدينة تعز و25 بالمائة في الحديدة”. وأضاف قائلاً “مستوى الحالة الطارئة الذي حددته منظمة الصحة العالمية هو 15 بالمائة”.
وأعد التقرير فريق من الخبراء باستخدام منهجية آي.بي.سي (تصنيف مرحلة الأمن الغذائي المتكامل) وهو نظام لتحليل الأمن الغذائي وفقًا لمقياس من خمس نقاط ورقم خمسة يعني “مجاعة”.
وقال التقرير الذي استند إلى تحليلات من 69 خبيرًا من الحكومة اليمنية والمنطقة والأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية إن 10.2 مليون شخص في المرحلة الثالثة أو مرحلة “الأزمة” و6.8 مليون في المرحلة الرابعة “حالة طارئة”. وأضاف أن المحافظات الأكثر تضررًا -وهي تلك التي في مرحلة الحالة الطارئة- هي لحج وتعز وأبين وصعدة والحجة والحديدة وشبوة. وشهدت تعز، أكبر ارتفاع في أسعار السلع والماشية منذ تصاعد القتال في 2015.
ويذكر أن اليمن واحد من أربع حالات مجاعة، أو اقتراب من مجاعة في العالم، إلى جانب جنوب السودان، وشمال شرق نيجيريا، والصومال، حيث يواجه أكثر من 20 مليون شخص خطر الموت جوعًا في الأشهر الستة المقبلة.