تلاقي قضية الفتاة الإزيدية التي تقول إنها قابلت “مستعبدها” في ألمانيا المزيد من ردود الفعل. وفتحت الشرطة الجنائية في بادن فورتمبرغ تحقيقاً فيها إلا أنها صرحت أنها “لا تستطيع الاستمرار به حالياً” لوجود أشواق خارج ألمانيا.
ما زالت قضية الفتاة الإزيدية أشواق حجي حميد التي تؤكد أنها قابلت خاطفها في أحد أسواق ألمانيا في شباط/ فبراير الماضي، تثير مزيداً من الجدل وردود الفعل، يأتي ذلك بعد تغريدة على تويتر لمكتب ولاية بادن فورتمبرغ للتحقيقات الجنائية أكد فيها معرفته لهذا الأمر وتوليه التحقيق في هذه القضية منذ 13 مارس/ آذار. وأوضح المكتب أن التحقيقات تجري الآن بمتابعة المدعي العام الاتحادي. إلا أن الجهاز الأمني قال أيضاً إن التحقيق الأولي ما زال معلقاً منذ حزيران/ يونيو الماضي.
في يناير/ كانون الثاني، بناء على مصادر أمنية، اتصلت أشوق بالشرطة في منطقة شفبيش غموند وذكرت أنها رأت رجلاً من المرجح جداً أن يكون أحد مستعبديها من تنظيم “داعش” والذي يدعى أبو همام. خمسة أيام بعد ذلك قامت الشرطة برسم المشتبه به بناء على وصف الفتاة.
إلا أنه وعلى عكس ما ذكرته أشواق في المقابلة، فإن الشرطة لم تتمكن من تحديد المشتبه به حتى اليوم. وبما أن الضحية أشواق لم تعد في ألمانيا، كما يقول المحققون، فإنه سيكون من الصعب الحصول على مزيد من المعلومات التي قد تحتاجها الأجهزة الأمنية.
وقام النائب العام بالتحقيق لعدة سنوات في قضايا الإبادة الجماعية واستعباد الإزيديين. ومنذ ذلك الحين، تم استجواب شامل لأكثر من مائة من النساء والفتيات الإيزيديات من قبل مكتب الشرطة الجنائية الاتحادي واستطاعت الشرطة الحصول على شهادات تفصيلية عن الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
وأوضح مكتب المدعي العام الألماني أنه فتح تحقيقات عدة في قضايا إرهاب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ضد لاجئين أو طالبي لجوء مشتبه في تورطهم في الانتهاكات التي نفذتها مجموعات جهادية في العراق أو سوريا أو أفغانستان. وتستخدم بانتظام شهادات اللاجئين الآخرين، وكذلك منشورات على شبكات التواصل الاجتماعي للمتهمين أنفسهم في التحقيقات.
وكانت أشواق، التي تبلغ من العمر 19 عاماً، قد وصلت إلى ألمانيا عام 2015 مع والدتها وأحد إخوتها، ضمن برنامج خاص أطلقته حكومة ولاية بادن فورتمبيرغ الألمانية لجلب محتاجي الحماية من النساء الإزيديات والأطفال الإزيديين من شمال العراق، وذلك بعد أن نجحت في الفرار من “الداعشي أبو همام” الذي اشتراها بمئة دولار واستعبدها لمدة عشرة أشهر في الموصل، كما تقول لمهاجر نيوز.
وقد كان تنظيم “داعش” قد اختطفها مع أكثر من سبعين شخصاً آخرين من أقاربها عندما هاجم مناطق الإيزيديين في شمال العراق بداية آب/ أغسطس 2014.
وتروي أشواق كيف أن عناصر “داعش” قاموا بأخذهم في البداية إلى مدينة الشدادي في الحسكة، ثم إلى قضاء بعاج في الموصل، حيث كان يتم بيع وشراء الفتيات الإيزيديات كـ”سلع رخيصة” ويغتصبوهنّ، مضيفة أن من اشتراها كان “داعشياً” من بغداد، اسمه محمد ر.، وكان يلقب بـ”أبو همام”.
المصدر: ع.أ.ج/ ع غ (أ ف ب، DW)
اقرأ أيضاً: