نعى ناشطون وأحرار سوريون الشهيدين رائد فارس وحمود جنيد وهما من أبرز وجوه العمل السلمي في مدينة كفرنبل في إدلب، حيث قام ملثمون يستقلون “فان”، بإطلاق النار عليهما وسط المدينة يوم 23 تشرين الثاني 2018.
تعرفت سوريا على رائد فارس مع بدايات الثورة مع لافتات كفرنبل الشهيرة، حيث استطاع مع رفاقه أن يحول كفرنبل إلى واحدةٍ من أجمل المدن التي ساهمت في الثورة بحراك مدني سلمي، من خلال اللافتات التي عكست مشاعر وآمال وإحباطات السوريين، ولفتت أنظار العالم إلى ثورتهم الحقيقية بعيداً عن تلفيقات النظام وترهات الفصائل الإسلامية.
ولطالما كان فارس ناشطاً في المظاهرات السلمية ضد النظام السوري. حيث عمل مديرًا لراديو “فريش” في كفرنبل المعروف بانتقاداته للجماعات المتشددة ومديراً لاتحاد المكاتب الثورية (URB)، كما عمل معه رفيقه الناشط حمود جنيد مصورًا عمل طوال سنوات على توثيق أحداث الثورة بكاميرته إضافةً إلى رصد القصف والتدمير الذي ارتكبه النظام السوري.
وكان فارس وهو من مواليد عام 1972، قد تعرض لمحاولة اغتيال على يد مجهولين عام 2014، بالتزامن مع تهديدات من قبل “جبهة النصرة”، التي داهمت مقر “راديو فرش” حيث يعمل عدة مرات. كما تعرض للاعتقال من قبل النصرة عام 2014 مع المصور حمود جنيد على حاجز في معرة النعمان، ومرة أخرى مع الناشط هادي العبد الله عام 2016 من مقر الراديو في كفرنبل. وقد أصر فارس رغم التهديد الدائم على البقاء في سوريا ورفض عروضاً لإخراجه من البلاد.
اغتيال رائد فارس وحمود جنيد أطفأ بعضاً مما تبقى من أمل في سوريا الثورة، فخرجت إدلب لتبكيهما في يوم أسودٍ آخر، بينما رثاهما سوريو الداخل والشتات على وسائل التواصل الاجتماعية.
اقرأ أيضاً
فدوى سليمان… الرحيل بصمت
مي سكاف: نلتقي يا عزيزتي في عالم أجمل!