إن تقوية المناعة ضد فيروس كورونا هي من أهم الأمور الواجب الانتباه إليها في هذه المرحلة، وبالطبع الحجر الصحي هو الطريقة الأمثل للحد من انتشار الفيروس، ولذلك علينا الالتزام بتعليمات الهيئات الصحية.
سنتناول تقوية المناعة ضد فيروس كورونا في هذه المادة، مع بعض المعلومات المتعلقة بالفيروس من جهة، ونصائح للتعامل مع احتمالات العدوى وكيفية تفاديها من جهةٍ أخرى.
فترة حضانة الفيروس:
هي الفترة بين دخول الفيروس للجسم وبين ظهور أعراض الأصابة، وحسب المعلومات المتوفرة حالياً فترة الحضانة خمسة أيام. وخلالها يكون الشخص حاملاً للفيروس وهو ينشر العدوى بدون أن يعرف أنه مصاب.
الأدوية:
انتشرت موخراً أسماء أدوية تشفي أو يمكن أن تشفي من الكورونا متل Chloroquine ، Favilavir. هذه الأدوية مرشحة للعلاج ولكن في حالات معينة وتحت إشراف طبي، والنتائج غير مؤكدة بعد، ومازالت شركات الأدوية تعمل على إنتاج دواء فعال بأسرع وقت.
المناعة:
المناعة بتعريف بسيط، هي الآلية التي يستخدمها الجسم حتى يحمي نفسه من الفيروسات والبكتيريا الضارة. المناعة تحمي الجسم من خلال أنواع خلايا متعددة مختصة بمكافحة الأجسام الغريبة كالفيروسات.
العوامل التي تضعف المناعة هني نوعين، عوامل يمكننا أن نتحكم بها، وعوامل لا يمكنا التحكم بها كما في حالة فيروس كورونا أو الشيخوخة.
من أهم الأسباب التي تؤدي لضعف المناعة بشكل عام:
قلة النظافة، التدخين والشيشة، الكحول، التوتر النفسي، قلة النوم والإجهاد الجسدي، سوء التغذية، بعض الأدوية متل ادوية الكورتيزون والأدوية المثبطة للمناعة Immunosuppressive drugs
لماذا المسنون معرضون للخطر الأكبر؟
المناعة تكون بأفضل حالاتها عند الأشخاص الأصحاء وأعمارهم قريبة من سن البلوغ، بسبب الغدة الزعترية التي لها دور كبير في تقوية المناعة، وهذه الغدة تبدأ بالضمور بعد سن المراهقة وتقل مناعة الإنسان بشكل تلقائي كلما كبر في العمر. وهناك سبب آخر لضعف المناعة مع التقدم بالعمر ويسبب الشيخوخة وهو النقص بطول الجينات واسمه العلمي Telomere shortening.
ولهذا لا يجب الاستهانة أبداً بموضوع الحذر عند الاحتكاك مع أهلكم والكبار بالسن لأن أجسامهم لا تتحمل مثل الشباب، عدا عن إصابة كثيرٍ منهم بأمراض متل الضغط والسكري والتي تجعلهم أيضاً في منطقة الخطر The risk zone
المناعة السليمة بالجسم السليم:
رفع المناعة موضوع نسبي يختلف من شخصٍ لآخر، ولكن عموماً تصبح المناعة بمستوى افضل عندما نبتعد عن الأسباب التي تؤدي لضعف المناعة وفيما يلي بعض النصائح:
- الصابون أولاً باتباع طريقة التنظيف الصحيحة، يليه الكحول وال Hydrogen peroxide وعادةً تكون أغلى بكثير من الصابون، عدا عن أنهما شبه مفقودين حالياً من السوق.
- النوم هام جداً من أجل تقوية المناعة ضد فيروس كورونا قلة النوم والأرق تضعف الجهاز المناعي وكلما قل النوم، تقل مقاومة أجسامنا للفيروس، ويمكن لمن يعاني من ذلك استخدام أدوية بدون وصفة موجودة في الصيدليات تساعد على تخفيف التوتر والنوم.
- المكملات الغذائية: الفيتامينات بشكل عام وفيتامين سي C بشكل خاص، وكذلك عناصر السيلينيوم والزنك، مهمين لرفع مستوى المناعة ولتسهيل الأمر يمكن شراء الفيتامينات والمعادن التي تكون بنفس الحبة مع بعضها، عادةً تحت اسم (Multivitamins)، ويجب شراؤها من الصديليات حصراً وكذلك الأمر بالنسبة لأدوية النوم والسؤال عن الجرعة الصحيحة، لأن الإفراط فيها مضر، وكذلك جرعات الأطفال غير جرعات البالغين. ويجب أيضاً أن نهتم بالبروبيوتيك(probiotics) وهي عبارة عن بكتيريا مفيدة موجودة بالأمعاء وبعض مناطق الجسم، لتقوي مناعتنا، وهي موجودة باشكال كتير ومنها حبوب (متوفرة في الصيدليات) ومنها في اللبن متل لبن أكتيفيا والعصائر كمان.
- الوجبات الملونة: حاولوا الابتعاد عن الأكل الجاهز والأكل الذي يرهق مناعة الجسم، مثل الأكل المقلي، الشيبس، المكسرات المحمصة، اللحوم المعلبة الخ. حاولوا أن يكون الأكل متنوع، غني بالخضار، وتغيير أنواع اللحوم كل فترة (سمك، دجاج ، لحم أحمر ..)، لأن تنوع الأكل له فائده أكبر من الأكل المكرر.
- تخفيف الضغط النفسي: حاولوا النظر إلى فترة الحجر بنظرة ايجابية، لنعيد حساباتنا وأولوياتنا، وان الهدف الأول أن نبقى نحن وأحبابنا بخير
- يتوجب على من يتناول أدوية لتثبيط المناعة، مراجعة الأطباء واتباع نصائحهم.
- توقيف التدخين والأراكيل مهم جداً، المدخن سيعاني من الأوجاع وضيق النفس بأضعاف معاناة غير المدخن، لأن المناعة تكون بمستوى منخفض جداً. أوقفوا التدخين والأراكيل، وحتى المدخنين السلبيين، وهم أطفالكم بنفس البيت أو شركاؤكم سيعانون مثلكم.
ماذا أفعل حيال الألم؟
ذكرنا في مقالٍ سابق أن المسكنات من فئة مضادات الالتهاب اللاستيرويدية NSAIDs, تخفض الحرارة فعلاً وتسكن الألم ويمكن أن تخفف حدة الالتهاب، إلا أنها أيضاً قد تكون من الأسباب التي تؤدي لضعف المناعة، وكذلك أدوية الكورتيزون تخفف المناعة مما يتيح للفيروس أن يقاوم ويبقى في الجسم لفترة أطول.
والنصيحة في حال الشعور بعوارض الرشح والحاجة لاستخدام مسكن؛ البدء باستخدام الباراسيتامول Paracetamol كمسكن و خافض حرارة، رغم أن مفعوله اخف من غيره من المسكنات إلا أنه الأكثر أماناً حالياً وخاصة للأطفال.
لا تهلع، ولكن..
الفيروس مازال ينتشر والإحصائيات قد لا تكون دقيقة، ربما تكون أضعاف الأرقام التي نراها، والتي هي هي نتائج الخمس أيام الماضية (فترة الحضانة) وليست نتائج اليوم فعلياً. للأسف هذا الفيروس ليس له علاج حقيقي حالياً وهو قابل للتطور مع الوقت والانتشار السريع.
أتمنى من الكل البقاء في البيت، وهذا واجب أخلاقي، ومن لا يلتزم هو إنسان غير مسؤول فلا تسمحوا له بدخول بيوتكم في هذه الفترة الحرجة، فهو خطر على أهله وعلى المقربين منه أيضاً.
كونوا بخير والسلامة للجميع
نزار العبدالله. صيدلاني سوري مقيم في السويد
اقرأ/ي أيضاً:
نصائح طبية.. عن الكورونا وموجة شراء المسكنات
الحجر الصحي المنزلي في بيت العائلة.. هكذا تحمي من تحب
“كورونا” بعد إعلانه جائحةً عالمية.. إليك آخر المعلومات الطبية وابتعد عن الهلع
كورونا في العالم أجمع.. وكورونا في سوريا!