المخرج الأميركي أوليفر ستون “Oliver Stone”، من المشاهير القلائل الصامدين في معاقلهم في الولايات المتحدة الأميركية، بل حتى في العالم، على مواقفهم ضد الهيمنة الأميركية والرأسمالية المتوحشة الذي ينهش الكوكب من مغربه إلى مشرقه.
مخرج قدير قدم بلا هوادة سينما جادة وملتزمة مهمتها الأولى فضح ما يحدث في كواليس السياسة الأميركية من مؤامرات وشرور، وما يقترفه رؤساؤها ومسؤوليها من أخطاء كوارثية. متناولاً في عدة أفلام السيرة الذاتية لأكثر من رئيس أميركي، من بينهم نيكسون وجورج بوش الإبن. ومقدم ثلاثية أفلام عن حرب فيتنام، جديرة بجعل جميع الحكومات الأميركية التي أتت من بعد تلك الحرب، أن تخجل من ماضيها وتعتذر للعالم عنه، لو بقي لديها بعضاً من الخجل.
في الفيديو كلمة ستون في حفل توزيع جوائز الغيلد الأميركية للكتّاب، وهي جائزة مرموقة جداً في الولايات المتحدة ترقى بمستواها إلى مستوى الأوسكار في السينما الأميركية.
خطاب عميق ومؤثر وحقيقي يستحق المشاهد والتفكير.
في آخر المادة نص الخطاب.
أوجه الحديث خاصةً لكم أنتم أيها الكتَاب الشباب، بأنه يمكنكم أن تكونوا انتقاديين تجاه حكومتكم ومجتمعكم، لا يتوجب عليكم أن تتأقلموا.
من الدارج الآن الهجوم على الجمهوريين وترامب وما إلى ذلك وتفادي حكومات أوباما وكلينتون، ولكن تذكروا هذا: في الحروب الـ13 التي بدأناها خلال الـ30 عام المنصرمة والـ 14 تريليون دولار التي صرفناها ومئات الآلاف من الأرواح التي أزهقت في هذه الأرض، تذكروا أن المسؤول عن ذلك لم يكن قائداً واحداً بعينه بل نظام مكون من الجمهوريين والديمقراطيين معاً، وسموه ما شئتم الصناعة العسكرية، الأمن، المال، الإعلام، المؤسسات فهو نظام.
استمر ذلك بشكل أفضل تحت ستار أن هذه الحروب عادلة، يتم تبريرها بإسم علمنا الذي يرفرف فوق رؤوسنا بإعتزاز.
أصبح بلدنا محل إزدهار بالنسبة للكثيرين، ولكن بإسم تلك الثروة لا يمكننا التبرير أن نظامنا هو مركز قيم العالم، ولكننا نواصل خلق مثل هذه الحروب والفوضى في العالم. لا نحتاج لنذكر الضحايا ولكننا نعلم بأننا تدخلنا في أكثر من 100 دولة عن طريق الغزو وتغيير الأنظمة والفوضى الإقتصادية أو الحرب الهجينة، القوة الناعمة، أو كيفما شئتم أن تسمونها فهي حرب بشكل أو آخر. في النهاية أصبح هذا نظاماً، يقود إلى موت هذا الكوكب وانقراضنا جميعاً.
لقد حاربت هؤلاء الناس الذين يمارسون الحرب معظم حياتي، إنها لعبة متعبة وغالباً أنت من ستتلقى الضربات. مع كل الانتقاد والتجريح الذي تتلقاه والمدح أيضاً، من المهم أن تتذكر أنه إذا كنت تؤمن بما تقول واستطعت الثبات على الدرب، يمكنك عندها صنع الفارق.
أنا أحثكم على إيجاد طريقة للبقاء وحيدين مع أنفسكم وأن تستمعوا إلى صمتكم، لا أن تبقوا دائماً في غرفة الكاتب. لا تحاولوا تقديم ما يريده الجمهور من أجل الوصول للنجاح، ولكن بدل ذلك حاولوا أن تجدوا المعنى الحقيقي لحياتكم هنا في الأرض، وأن لا تتخلوا أبداً عن ما في قلوبكم وعن الكفاح من أجل السلام والأخلاق وقول الحق.
شكراً لكم.
شاهد أيضاً: