أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن الرياض ترفض تسليم متورطين في جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي لتركيا، بناء على مطالبة الرئيس رجب طيب أردوغان، متّهماً أنقرة بعدم الافصاح عن معلومات حول هذه القضية بطريقة قانونية.
قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، يوم الأحد (التاسع من كانون الأول/ ديسمبر 2018)، في مؤتمر صحافي في ختام قمة لدول لمجلس التعاون الخليجي “نحن لا نسلّم مواطنينا”، مضيفاً “من المستغرب أن دولة لا تقدم إلينا المعلومات في طريقة قانونية (…) تصدر أوامر اعتقال وتود أن يُرسل أشخاص إليها”، وذلك في إشارة إلى تركيا.
وتابع الجبير “المعلومات التي تلقيناها من تركيا هي معلومات سبق أن سرّبت إلى الصحف. طلبنا منهم أدلة يمكن أن نستخدمها في المحكمة، لكننا لم نتلقها بالطريقة المناسبة”، معتبراً أن تركيا لا تفصح عن معلومات “كما يجب أن تفعل“.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد دعا مراراً الرياض إلى تسليم مشتبه بهم موقوفين في السعودية لمحاكمتهم في تركيا، باعتبار أن خاشقجي قتل في إسطنبول، مشدداً على أن أوامر القتل صدرت “من أعلى المستويات في الحكومة السعودية“.
كما أصدر القضاء التركي الأربعاء مذكرتي توقيف بحق النائب السابق لرئيس الاستخبارات السعودية أحمد العسيري، والمستشار السابق في الديوان الملكي سعود القحطاني، بموجب طلب من المدعي العام في إسطنبول، للاشتباه بتورطهما في جريمة قتل خاشقجي.
والمشتبه بهما السعوديان كانا مسؤولين كبيرين مقربين من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قبل أن تتم إقالتهما في تشرين الأول/أكتوبر بعدما أقرت الرياض بعد نفي طويل، بأن خاشقجي قتل داخل القنصلية السعودية في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وأشار تحليل لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي ايه” بأصابع الاتهام لولي العهد الذي تربطه علاقات وثيقة مع البيت الأبيض. وتصرّ الرياض على أن تجري أي محاكمة في السعودية. والشهر الماضي، أعلن النائب العام السعودي توجيه التهم إلى 11 شخصاً وطلب عقوبة الإعدام لخمسة منهم.
وكانت النيابة العامة السعودية أعلنت أن العسيري أمر بإعادة خاشقجي الى السعودية “بالرضا أو بالقوة”، وأن رئيس فريق التفاوض في موقع الجريمة أمر بقتله من دون أن يكشف هويته. أما القحطاني فكان ضمن 17 مسؤولاً سعودياً استهدفتهم عقوبات فرضتها وزارة الخزانة الأميركية منتصف تشرين الثاني/نوفمبر بسبب “دوره في التحضير لتنفيذ العملية” ضد الصحافي.
وأكّدت السلطات السعودية أولا أن خاشقجي غادر القنصلية، لكنها اعترفت بعد ذلك أنه قتل في شجار ثم تحدثت عن عملية نفذها “عناصر خارج إطار صلاحياتهم” ولم تكن السلطات على علم بها. وقال الجبير في المؤتمر الصحافي في الرياض الاحد “اتهمنا بتغيير روايتنا علماً بأن الوقائع التي وصلت إلينا هي التي تغيّرت وأدت إلى خلاصات مغايرة عن تلك التي فكرنا فيها“.
المصدر: دويتشه فيلله – م.أ.م/ أ.ح (أ ف ب)
اقرأ/ي أيضاً: