أثبتت دراسة بريطانية حديثة أن الهاتف الذكي يغير بشكل كبير وملحوظ الطريقة التي يسير بها الأشخاص في الشارع، حيث أصبحوا يمشون مطأطئ الرؤوس محدقين في هواتفهم التي يحملونها بين أصابعهم.
ولاكتشاف تأثير استخدام الهاتف على طريقة المشي، ربط الباحثون 21 مشاركًا بأجهزة تتبع للنظر ومستشعرات لتحليل الحركة، وطلبوا منهم السير مسافة 5.6 أمتار، والتعامل مع عائق أمامهم مصنوع من لوح ليفي وعتبة عبارة عن صندوق في طريقهم.
وطُلب من المشاركين اتباع المسار ثلاث مرات بدون هاتف، وتكرار العملية أثناء كتابة رسائل نصية أو قراءة رسائل أو أجراء مكالمات هاتفية، مما يجعل المجموع 12 مرة لكل حالة.
وذكرت الجزيرة نت نقلاً عن الغاردين البريطانية أن النتائج التي نشرتها جامعتا أنجيلا روسكن وإسيكس بدورية “بلوس ون”، كشفت أن استخدام الهاتف زاد المدة التي يستغرقها الأشخاص لإكمال المهمة، وقلص المرات التي ينظرون فيها إلى خطواتهم، وغيَّر من طريقة مشيهم.
ووجدت الدراسة أن المشاركين احتاجوا وقتا أطول بنسبة 118% لإكمال دورة المشي المطلوبة أثناء كتابة رسائل على الهاتف مقارنة بعدم استخدام الهاتف، كما وجدت أنهم كانوا يحملقون في العتبة بنسبة 60% أكثر و91% مدة أطول، ويحملقون في مسار الطريق بنسبة 51% أكثر مقارنة بعدم استخدام الهاتف.
ورغم من أنه لم يتعثر أحد بالعتبة، لكن الفريق وجد أن مشية المشاركين كانت مختلفة عند كتابة الرسائل النصية أو قراءتها أو عند التحدث بالهاتف مقارنة بحالة عدم استخدامه. ووفقًا للباحثين فإن ذلك كان نتيجة أن مستخدمي الهاتف أمضوا وقتًا أقل ينظرون إلى بيئتهم، بمعنى أنهم كانوا يعتمدون على رؤية طرفية أقل تفصيلاً.
يُذكر أن الإصابات الناجمة عن خطر السقوط أو الاصطدام بشيء في الطريق أثناء استخدام الهاتف الجوال تتصاعد، ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال زار المستشفى عام 2010 فقط 1500 شخص من المشاة نتيجة لمثل هذه الحوادث.