أطلق الرئيس الأميركي باراك أوباما انتقادًا سافرًا للقارة الأوروبية قائلاً أن “أوروبا تتساهل أحيانًا بشأن دفاعها”.
جاء هذا الانتقاد في كلمةٍ ألقاها أوباما يوم الاثنين في هانوفر، التي كانت آخر محطةٍ له في زيارته الاخيرة لبريطانيا وألمانيا قبل مغادرته منصبه. حيث توجّه باللوم للأوروبيين المشككين بأهمية الاتحاد الأوروبي، ودعاهم للاحتفاء بوحدتهم معبرًا عن أهمية الاتحاد الأوروبي الذي ساعد على إخراج القارة من فظائع الحرب إلى الازدهار الحالي الذي لم يسبق لأوروبا أن بلغته في تاريخها.
وجاء في محادثات أوباما مع زعماء كلٍ من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا الدعوة للدول الأوروبية لأن تتوحد وتتولى المزيد من المسؤولية عن أمنها، وذلك من خلال اتخاذ عددٍ من الإجراءات من بينها القيام بمهمة عسكرية بحرية قبالة السواحل الليبية، تحمل أهمية جيوستراتيجية كبيرة، ومن شأن هذا الإجراء التقليل من التهديدات التي يواجهها الاتحاد الأوروبي، والاستجابة لبعض مطالب الرئيس الاميركي.
ويتمحور قلق أوباما بشان أوروبا في أزمة اللاجئين التي عصفت بالمشروع الأوروبي، وشكلت تحديًا لمواقف القادة الأخلاقية، وخلقت مشاكل كبيرة للأطراف المستجيبة للأزمة.
إضافةً إلى الخطر المترقب نتيجة تهديد تنظيم الدولة الإسلامية بتنفيذ هجماتٍ إرهابية على غرار هجمات باريس وبروكسل، مستغلاً تدفق اللاجئين لإرسال مسلحيه بينهم.
وقد انعكست أزمة اللاجئين في أوروبا في تصاعد حركات اليمين المتطرف، الذي قام بتعبئة المشاعر الشعبوية الأوروبية المعارضة للمهاجرين والاندماج، مما يترتب عليه عدم الاستقرار الاجتماعي.
وطبقًا للبيت اأبيض فإن على الحلفاءالاستفادة من تجربة بحر إيجه “لاستكشاف سبل العمل معًا لمواجهة تدفق المهاجرين في منطقة المتوسط بشكل منظم وإنساني”. حيث تم تشكيل قوة بحرية لمكافحة تهريب البشر في بحر إيجه ووقف تدفق قوارب المهاجرين الى الجزر اليونانية من تركيا.
وبناءً على ذلك، يتوجب على قادة الدول الواقعة على طرفي الأطلسي القيام بعمليةٍ مماثلة قبالة السواحل الليبية الاطول والاكثر خطورة، حيث أبحر نحو 350 ألف مهاجر من ليبيا إلى إيطاليا منذ بداية 2014.
يبدو أن أوروبا تقترب من الاستجابة لدعوة أوباما ولكن لا تزال العديد من الأسئلة دون إجابات، من بينها الجهة التي ستتولى قيادة هذه المهمة، هل هي حلف شمال الاطلسي أم الاتحاد الأوروبي؟، وكم ستعتمد هذه المهمة على عمليات الاستطلاع الأميركية والمعلومات الاستخباراتية وغيرها من الموارد، وكيف سيتم التعامل مع المهاجرين؟.
فرانس 24