عبد الرزاق حمدون*
من حظ أي بلد في العالم هو تنظيم كأس العالم لكرة القدم الذي يعتبر شرفاً كبيراً لأي شعب وحكومة، فكيف لو كان مونديالاً مميزاً في الكثير من الأمور التي قد تجعله في أوائل أرشيفات هذا العرس العالمي.
انتهت الدوريات الأوروبية المحلّية منها والقارّية وأغلقت الملاعب أبوابها في وجه المشجعين، لتجتمع جميع الألوان في شعار واحد وهو الخاص بمنتخب بلادهم المشارك في مونديال روسيا الذي سيقص شريطه بعد أيام قليلة في لقاء البلد المضيف والسعودية، ليفتتح بطولةً يتوقعها الكثيرون أنها ستتخلد في عقول المتابعين للكثير من الأسباب والمعطيات، منها ما سبق المونديال وأخرى سنشاهدها خلال أوقات المباريات.
منتخب كامل يغيب عن أهم بطولة
قبيل أي مونديال وكما هي العادة يقف المدربون على استعدادت المنتخبات ويتم استدعاء عدد كبير من اللاعبين، وبعد فترة معسكر كاملة تتخللها مباريات تحضيرية وخلال مدّة محددة يتم تعيين أسماء الـ 23 لاعباً، الذين سيلبسون شعار المنتخب في محفل كأس العالم.
منذ أسابيع بدأت قوائم المنتخبات بالصدور وتكشّف معها أسماء اللاعبين الذين سيسافرون إلى روسيا، في مثل هذه الحالات تترقب الجماهير الأسماء التي لم يتم دعوتها، لتشكل لهم صاعقة كبيرة، فلو بدأنا بالأسماء الأكثر تأثيراً سنرى أن الألماني ليروي سانيه نجم مانشستر سيتي الإنجليزي في رأس هذه القائمة، ماركوس ألونسو وسيسك فابريغاس وموراتا نجوم تشيلسي الإنكليزي سيغيبون عن منتخب إسبانيا، إيكاردي هدّاف الدوري الإيطالي ليس مع منتخب الأرجنتين، وشكل غياب البلجيكي رادجا ناينغولان عن منتخبه المفاجأة الكبرى. أسماء كثيرة كان لها سيط كبير مع أنديتها لم تتواجد مع منتخباتها مثل ويلشير وجو هارت “انكلترا”، كريم بنزيما وأنطونيو مارسيال ورابيو ولامبورت “فرنسا”، هيكتور بيلرين “إسبانيا”، ديفيد لويز “البرازيل”، والعديد من اللاعبين لنصل إلى منتخب كامل ربما يشارك بقوة في المونديال.
صعوبة معرفة البطل
في جميع النسخ الماضية من كأس العالم كان التكهن بالمربع الذهبي أسهل من البطولة الحالية، فمع تواجد البطلة ألمانيا بأسمائها القوية وتطور فرنسا وإسبانيا بالعديد من الأسماء الشابة والخبرة، عودة البرازيل والأرجنتين ومع دخول البرتغال المنافسة بقوة كبطلة لأوروبا في يورو 2016، ووصول جيل ذهبي لمنتخب بلجيكا يراه البعض بأنه جاهز لحصد الكأس، يبدو أننا أمام أكثر المسائل تعقيداً في أيامنا هذه.
كثرة الأحصنة السوداء
نسخة مونديال روسيا لن تكون مميزة بالتنافس على اللقب فقط وإنما بالمنتخب الذي سيشكل الحصان الأسود فيها، أي منتخبات الصف الثاني وما أكثرها في هذا المونديال. كرواتيا أبرز المرشحين لهذا الدور بتواجد أسماء قوية وفيها الكثير من الخبرة، حال الكروات مشابه لكل من صربيا والأروغواي ونيجيريا والمغرب، حتى آيسلندا المشاركة لأول مرة في تاريخها التي قدّمت بطولة محترمة في يورو 2016 انضمت بقوة لأسماء الأحصنة السوداء، كولومبيا بجيل مشابه للذي شارك في نسخة أميركا عام 1994.
تقنية الـ ”VAR” ضيفة شرف
أبرز ما يميز مونديال روسيا 2018 هو اعتماد اللجنة المنظمة على تقنية الفيديو أو “VAR” خلال مباريات البطولة، قرار ربما سيشكل حالة من الترقب الشديد لدى المشجعين نظراً لما شهدته الكؤوس السابقة من ظلم لبعض المنتخبات الكبيرة، ويبقى السؤال الأبرز هل ستعطي هذه التقنية دفعة إيجابية لهذه البطولة أم ستضيف نوعاً من الملل؟
أيام قليلة تفصلنا عن كأس العالم المنتظر في بلاد الثلوج والبرد القارس روسيا، التي سيتحول طقسها في الصيف القادم إلى نار ملتهبة ليس لتقلبات الطقس إنما لتظاهرة المونديال الذي يحمل الكثير من المفاجآت.
*عبد الرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا