عبد الرزاق حمدون*
يقال في كرة اليد أن حارس المرمى هو نصف الفريق، ويقال أيضاً هو آخر مدافع وأول مهاجم ويعتبر دوره أساسي في هذه اللعبة، انتقل هذا الشعور من لعبة إلى أخرى لتستقر في الشعبية الأولى عالمياً وهي كرة القدم لكن بنسب أقل.
حارس المكسيك أولاً وشمايكل ثانياً
كما هي العادة في كل مونديال نشهد تألق حرّاس مرمى المنتخبات المشاركة، فكانت صدارة الترتيب لحارس المكسيك جييرمو أوتشوا حيث شارك في 4 مباريات بـ 360 دقيقة بـ 25 تصدّي كان أبرزها في مباراة ألمانيا والمكسيك.
المركز الثاني جاء لحارس الدنمارك كاسبر شمايكل ابن الحارس الأسطورة بيتر شمايكل. حارس ليستر سيتي في 4 مباريات بـ 390 دقيقة حقق 21 تصدّي منها ركلة جزاء كابتن كرواتيا لوكا مودريتش والتي أعطت الأمل لمنتخب الدنمارك للوصول إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت لراكيتيتش ورفاقه.
في مجال حراسة المرمى من الصعب تحديد المستوى من كمّية التصدّيات، لذا يدخل على مسمع المتابعين أسماء جديدة في هذا المركز لأسباب منها منتخباتهم المغمورة وضعف خطوط الدفاع أمامهم ليظهر لنا حرّاس جدد منهم حارس كوريا الجنوبية ”هيونوو” والحارس الروسي “أكينفيف”، لكن ما إن تنتهي منافسات كأس العالم حتى تصبح مجرد ذكريات، لكن في مونديال روسيا الأمر يختلف عما سبق حيث أن وصول المنتخبات الأربعة لنصف النهائي الحالي جاء من تألق لافت لحرّاسهم.
أضلاع نصف النهائي وصلت بقفّازات حرّاسها
في الدقيقة 43 من الشوط الأول وفريقك متقدم بنتيجة 1-0، يعيش دفاعك حالة من ضغط الخصم الذي يسعى للعودة في النتيجة قبل الدخول لحجر الملابس بين شوطي المباراة، تخرج منك ردّة فعل تعطينا تصدّي خرافي، تماماً ما فعله هوغو لوريس أمام الأورغواي في الكرة التي تصدّى لها من رأسية خمينيز.
في حالة مشابهة لمشاعر قائد فرنسا عاش حارس بلجيكا تيبو كورتوا نفس الضغط أمام البرازيل ليحافظ على تركيزه حتى اللحظات الأخيرة من عمر اللقاء ليقدم لنا تصدي أبكى نيمار والشعب البرازيلي ووصل ببلجيكا للدور نصف النهائي أمام البرازيل.
أما حارس انكلترا بيكفورد فكان صمّام أمان منتخبه في مواجهة السويد لتتسابق عدسات التصوير في سرقة لقطات خاصّة له وينقذ مرمى فريقه في 3 مناسبات خطرة، ليأتي الدور على سوباسيتش حارس كرواتيا الذي قادهم أمام الدنمارك في ركلات الترجيح وكررها أمام روسيا ليعبر بأفضل جيل كرواتي عبر التاريخ إلى نصف نهائي كأس العالم.
إن كان دور الحارس في كرة اليد هو نصف الفريق، فإنه في كرة القدم هو من ينهض بهم ويعطيهم دفعات معنوية عالية يصعب على الجميع نشرها في صفوف اللاعبين، ومونديال روسيا بحرّاسه أفضل مثال على ذلك.
*عبد الرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا