تلقي هذه السلسلة من المقالات الضوء على تنوع المواد الغذائية الأساسية الموجودة في ألمانيا، كالأرز والسكر والزيت والقهوة والشاي والبطاطا والطحين والحبوب الأخرى، لتكون دليلاً يعمل على زيادة معرفتكم بها وبأماكن توفر أفضلها.
وقبل الحديث عن القهوة في ألمانيا أشدد على أن القهوة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بثقافتنا، فهي حاضرة في كل مكان: في المقاهي، عند بداية النهار وعند العصر، في الزيارات الرسمية وغير الرسمية. في الأفراح والمآتم.
تنمو القهوة تقريباً في كل جزء من المنطقة الاستوائية ضمن مايدعى “حزام القهوة”، بين خطوط العرض 25 درجة شمالاً و 30 درجة جنوباً. وتنقسم من حيث نوع الحبة إلى نوعين رئيسيين، أرابيكا Arabica وهي الأكثر جودة، تنمو حبوبها على ارتفاعات عالية في التربة الغنية، وفي المرتبة الثانية روبوستا Robusta التي تفضل زراعتها بدرجة حرارة أعلى وفي ارتفاعات أقل.
كل شيء تقريباً يؤثر على نوعية ونكهة القهوة: المناخ والصنف ونوعية التربة، الأمطار وأشعة الشمس، الرطوبة والارتفاع عن سطح الأرض، إضافةً إلى طريقة التخمير والتحميص والطحن والتحضير.
تزرع القهوة في أكثر من 50 بلداً وهذه أهم خصائصها:
قهوة الكاريبي وأمريكا الوسطى: تنحدر جميع أصناف الأرابيكا في منطقة البحر الكاريبي والأمريكتين من شتلة واحدة أخذها شخص يدعى Gabriel de Clieu غابيرييل دي كليو إلى المارتينيك خلسةً من حدائق الملك لويس الرابع عشر. وبالطبع هي إحدى أنواع القهوة في ألمانيا.
كوستاريكا: لها أقوى نكهة في أمريكا اللاتينية، كاملة القوام وحمضية. وتزرع أفضل الأصناف على الجبال على طول ساحل المحيط الهادئ.
جامايكا: أغلاها قيمة تزرع على ارتفاعات عالية. أندر الأنواع وأجودها هي Blue Mountain الجبل الأزرق، تحتكر الدولة الإنتاج في تلك المزارع. وتتسم حبوبها المحمصة بالحلاوة والنكهة والقليل من الحموضة والقوام الكامل.
غواتيمالا: تتميز بنكهة مدخنة وحموضة عالية..
هايتي: تحمص جيداً، ويصدر معظم الإنتاج إلى فرنسا وإيطاليا. من سماتها النكهة الكاملة، وهي حلوة قليلاً تميل إلى الحموضة. وللأصناف المزروعة في بورت أو برنس رائحة نفاذة وطعم حريف.
المكسيك: القهوة المكسيكية غنية القوام وحامضة قليلاً ورائحتها عطرية. أغلاها تلك التي تزرع في المرتفعات.
امريكا الجنوبية: أدخلت القهوة لأول مرة إلى أمريكا الجنوبية في القرن 18، من قبل المستعمرات الهولندية والفرنسية. وتم تهريب حبوب البن لاحقاً إلى البرازيل. وبفضل الظروف المناخية المواتية، تزرع القهوة اليوم في العديد من البلدان أمريكا الجنوبية.
البرازيل: أكبر منتج لحبوب الآرابيكا في العالم. أهم أصنافها Maragogipe ماراغوجيب ذات الحبة العملاقة، وهي نتيجة لطفرة نباتية لصنف الآرابيكا.
كولومبيا: ثاني أكبر منتج في العالم بفضل التضاريس والظروف المناخية المستقرة، وهي الأولى من حيث الجودة. أغلى الأصناف تأتي من ميديلينMedellin ، غنية القوام، وهناك أيضاً القهوة الكولومبية المعتقة التي تعتق حبوبها حتى 8 سنوات قبل تحميصها وطحنها لتنتج قهوة ذات قوام مركز.
فنزويلا: أجود الأنواع تنمو على طول الحدود الكولومبية، وتعتبر الأرقى رغم عدم شهرتها. وتمتاز أصناف ميريدا وكراكاس، بحموضة منخفضة وقوام خفيف، تحظى بشعبية خاصة في أوروبا.
إفريقيا: أصبحت منتجاً متزايد الأهمية في السوق الدولية وكذلك تنتشر هذه القهوة في ألمانيا. ورغم أن أرابيكا أتت من إثيوبيا، فإن 75٪ من حبوب البن الإفريقية هي من أنواع روبوستا، الأكثر مقاومة للأمراض وتضمن حصادا أكثر وفرة من أرابيكا. وتعتبر أنغولا وساحل العاج وأوغندا أكبر منتجى روبوستا. وإثيوبيا وكينيا هما الوحيدان المنتجان للأرابيكا
آسيا و هاواي: تعد الهند أكبر منتج للبن في آسيا وينمو فيها أرابيكا وروبوستا. أما جاوة وسومطرة وجزر هاواي فكانوا من أول المنتجين الدوليين. أما اليمن فينبت أجود أنواع الآرابيكا “المخا”، ومنه كلمة موكا وتشغل اليوم زراعة القات المساحات المناسبة لزراعة البن العدني، مما جعل إنتاج اليمن يتدنى باضطراد خلال القرن الماضي.