مع مرور السنين ستنشأ لنا هويات خاصة، فالسوري/التركي سيختلف عن السوري/اللبناني وعن السوري/الألماني، وسورمانيا هو توثيق لتجربة السوري في ألمانيا ولهذا جاء الاسم من دمج سوريا وألمانيا. ونحن سورمانيون بشكل من الأشكال. هكذا قالت ديمة البيطار قلعجي عن راديو سورمانيا الذي يبث في برلين باللغتين العربية والألمانية.
التقت أبواب مع ديمة وباقي فريق سورمانيا رحماني، رشا، وبسام، للدردشة…
بالنسبة لديمة، سورمانيا جاء تلبيةً لحاجة الناس إلى إعلام مختلف عن الوسائل المنتشرة وهي إما بالألمانية أوذات طابع معلوماتي إجرائي خاص باللاجئين. وتقول: تمكنا عام 2015 بالتعاون مع راديو محلي برليني وراديو سوريالي من بث برنامجنا في موسمه الأول. ثم جاء الموسم الثاني بالتعاون مع راديو دويتشلاند كولتور “Deutschlandfunk Kultur” وراديو سوريالي. توجهنا فيه للألمان أيضاً، ليعرفوا وجهة نظرنا بمواضيعنا، كما نراها نحن ونتكلم عنها لا كما يتكلم عنا الآخرون. ومن الأمور التي تحدثنا عنها مثلاً في القسم الألماني: صورتنا في الإعلام ومدى تأثيره على المستمع الألماني، وعن إحساسنا بالمراقبة ومدى تأثيره على عفويتنا وتعاملنا مع الآخر.
وجاء اختيار مواضيع القسم العربي من بين أكثر الأمور تداولاً في حياة الناس هنا، مثل الاختلاف الذي طرأ على موضوع الحب والعلاقات بين البشر، وتحديات التربية لدى الأهل، والتحديات التي تواجهها المرأة مقارنةً بسوريا.
ومن جهته قال رحماني: سورمانيا موجه لكل من يحب سماع الراديو في برلين، ولا يهدف إلى غايات تتعلق بالاندماج ولا هو موجه للاجئين أو يتحدث عنهم، وإنما هو ببساطة يقول أننا هنا ولدينا الكثير من الأشياء الجميلة التي يمكننا القيام بها. نطرح مواضيعنا بمرونة، فنناقش في القسم العربي القضايا التي تهمنا أو تمسنا في هذه البيئة الجديدة، وكذلك نستطيع في القسم الألماني أن نعرف عن أنفسنا بعيداً عن إطار اللجوء واللاجئين.
يؤكد بسام على هذه الفكرة مشيراً إلى أن الناس التي تعيش في هذا البلد تريد سماع المواضيع التي تهمها بلغتها الأم، المتعلقة بالتفاصيل اليومية للحياة بعيداً عن المعاملات والطلبات والبحث عن بيوت وغيرها، سيما أن هناك جهات أخرى كثيرة تهتم بتلك الجوانب. ولذلك قررنا أن ننفذ برنامجاً شبيهاً ببرامج الإذاعة السورية الصباحية حيث المخرج يجري مداخلات مع المقدمين وبحالة رفاقية حيوية في الاستوديو.
وهل مازال الناس يستمعون للراديو؟
يقول رحماني أن ثقافة الاستماع للراديو مازالت موجودة بقوة في ألمانيا، بل أهم من التلفاز بالنسبة للكثيرين. وبالنسبة للسوريين تقول رشا خضرا: في سوريا كنا معتادين على سماع الراديو صباحاً، ويدفعنا الحنين الآن للقيام بنفس الأشياء التي كنا نقوم بها هناك، كالاستماع للراديو في التكسي أو السرفيس. تضحك رشا و تقول أننا نستطيع الآن في “الأوبان” أن نسمع الراديو. وأعتقد أن الألمان بدؤوا يهتمون بما نريد ان نقدمه بلغتنا بطريقة تقديمنا بلهجتنا العادية وأعتقد أن هذا سيخلق مزيداً من التقارب للأيام القادمة.
موقع الراديو بين وسائل الإعلام الأخرى والسوشال ميديا
إن التطور التقني جعل أي برنامج إذاعي متاحاً “أون لاين”، بحسب بسام داوود، موضحاً أنه يمكن عمل متابعة في أي وقت لأي برنامج، وبالتالي انتهت الحالة التلقائية للراديو. وهذا تطور طبيعي حيث بدأ الراديو كمنتج صوتي يتواءم مع السوشال ميديا ويصير جزءاً منها من خلال البودكاست والمنصات المختلفة. ويمكن بكل الأحوال للمستمع أن يحافظ على ميزة البث المتواصل، أو السماع بشكل متقطع. ويشير بسام إلى أن جميع المؤسسات الإعلامية الآن لديها صفحات فيسبوك ومجموعات تواصل مع المتابعين، وفيديوهات صغيرة تروج لها ولبرامجها، ويتم دوماً توظيف أي تطوير جديد.
سورمانيا اليوم وغداً؟
سورمانيا مستمر حتى نهاية عام 2017، وتتمنى ديمة أن يستمر المشروع للسنة القادمة أيضاً لكنّ هذا مرتبط بعدة تحديات كقدرة الفريق على الاستمرار بمواضيع تجذب شريحة كبيرة من الناس إضافةً إلى تحدي التمويل وهو الأهم. ولكن بسام يتقبل فكرة أن البرنامج هو 12 حلقة فقط ومن الممكن بعد فترة تحضير موسم ثالث ولكن بعد استراحة يقوم خلالها الفريق بتقييم ما أنجزه والعمل على إنضاجه وتطويره.
مهن وشغف فريق العمل قبل سورمانيا:
رشا خضرا، مقدمة برامج: العمل في الاذاعة شغف كبير لي، فأنا أحب الناس والعمل معهم وأحب أن أترك أثراً، كما كنت أستطيع كطبيبة أسنان أن أترك أثراً على أسنان الناس، لدي قناة يوتيوب “Rasha and life”، لكن العمل الجماعي في سورمانيا تفاعلي وأكثر متعة مقارنة مع عملي في اليوتيوب:
ديمة البيطار قلعجي، اشراف وإعداد: سورمانيا يعني لي أن أكون “فاعلاً” لا “موضوعاً” أنا هنا في المكان المناسب تماماً لي، درست الاعلام، وسورمانيا هو واحد من المشاريع المتميزة خاصة على هذه المنصة المهمة ألمانياً.
عبد الرحمن موسى\رحماني، مقدّم ومخرج إذاعي: لم يختلف عملي فهو أساساً في الميديا، اختلف فقط من مرئي لصوتي واسم رحماني جاء من موسم سورمانيا الموسم الماضي. أنا مدير اضاءة وتصوير ومخرج تلفزيوني، وأعمل منذ سنتين في المجال السينمائي. كنت بداية في راديو البلد في الأردن ثم نسائم سوريا في تركيا وصوت راية إلى أن قدمت الى ألمانيا.
بسام داوود، مسؤول قسم الدراما ومعد برامج ومقدّم في راديو سوريالي: يبقى المسرح هو مكاني الأصيل، فيه أقول كل ما اريد بتفاعل مباشر مع المشاهد ولكن يصعب علي العمل هنا بالمسرح فأنا بحاجة للوقت واللغة لأعرف هذا المجتمع الذي أريد أن أتفاعل معه مسرحياً، لكنني أحاول التواجد في عروض وتجارب سورية.
علياء اتاسي، وهي محررة في DW عربية، ماجستير بالاعلام من النمسا، وهي مُعدّة ومقدّمة الحلقة الألمانية، للأسف لم تشاركنا الدردشة بسبب السفر.
اقرأ أيضاً