خاص أبواب – إكس
انطلقت اليوم، وضمن فعاليات مهرجان (إكس أنبروفانس) الفرنسي، أحد أهم المهرجانات الأوروبية، أوبرا كليلة ودمنة باللغة العربية، عن باب/قصة “الثور والأسد” في النص الأصلي لابن المقفع، على خشبة مسرح (جو دو بوم) أقدم مسارح مدينة إكس.
جدير بالذكر أن القصة هذه المرة، قُدّمت بطريقة مختلفة وجديدة، فقد تم تقديمها باللغة المحكية السورية، وتم تحويل الشخصيات من حيوانات إلى بشر يعيشون في الوقت الحالي، وتحوّل الصراع فيها من صراع غرائزي على الطعام والشراب والبقاء، إلى صراع بشري تدخل فيه السلطة والمصالح.
يصبح الشاعر والصحافي (شتربا) -الذي كان ثورًا في القصة الأصلية- مشهورًا، فيحاول المللك –الذي كان أسدًا في القصة الأصلية- التقرّب منه وجعله أقرب للبلاط، هنا يحاول (شتربا) تعريف الملك بمشاكل الشعب وهمومهم، ويحاول أيضًا أن يصلح فساد السلطة.
إلّا أن أحد الموظفين في قصر الملك (دمنة) –الذي كان ثعلبًا في القصة الأصلية- والذي كان صلة الوصل بين الملك والشاعر، ينزعج من اهتمام الملك بـ (شتربا)، فيحاول التفريق بينهما وزرع الفتن، فيصدق الملك.
في النهاية، يقول (شتربا) للملك: “أنا أكنّ لك كل المودّة والاحترام، ولكن مصلحة الشعب لدي أهم من حبّك” فيقرر الملك إعدامه.
تحوّل النص بهذه الطريقة الفنيّة من صراع غرائزي إلى صراع بشري يحاكي الواقع، جعل تحويل الشخصيّات ضرورة دراميّة أكثر واقعية، وبعيدة عن الترميز في عصر الحرية والصوت المرتفع بعد الربيع العربي، لذلك اقتضى الأمر تحويل النهاية من أسد يلتهم ثورًا، إلى ملك يقتل شاعرًا، وتحويل (كليلة) من بنت آوى إلى شخصية عارفة بخبايا الأمور لكنها عاجزة، وتحويل (دمنة) من ثعلب إلى رجل يريد أن يحصل على مكاسب أكبر من حجمه، و(شتربا) من ثور إلى شاعر وصحافيّ شجاع لكنه متهوّر يدفع ثمن شجاعته حياته.
كتب النص الجديد بالعربية الشاعر السوري فادي جومر، كما كتبت الفرنسية كاثرين فريلاج الأغنية الفرنسية الوحيدة وشخصية الراوي/الحكواتي.
أوبرا كليلة ودمنة التي تعرض حاليًا ويستمر عرضها حتى السابع عشر من تموز/ يوليو 2016 على مسرح جو دو بوم في مدينة إكس الفرنسية، من إخراج أوليفييه لاتيلييه، ألحان: الفنان الفلسطيني منعم عدوان، توزيع وقيادة موسيقية: الفنان التونسي زياد الزواري، وإنتاج مهرجان إكس.
الأداء:
كليلة – رنين الشعار (لبنان)
دمنة – منعم عدوان (فلسطين)
الملك – محمد الجبالي (تونس)
الملكة الأم – ريم تلحمي (فلسطين)
شتربا – جان شهيد (لبنان)
الموسيقا:
زياد الزواري – كمان (تونس)
ياسر بوسلام – تشيللو (تونس)
صامد سيليكال – قانون (تركيا)
صلاح الدين كباشي – كلارنيت (تركيا)
وسيم حلال – إيقاعات (فلسطين)