عبد الرزاق حمدون*
يقول الهولندي يوهان كرويف عن الدفاع الإيطالي “لا تستطيع إيطاليا أن تكسب مباراة أمامك، لكنك تخسر المباراة أمامها”، جملة تلخص لنا الكثير من المعاني أبرزها الصبر خلال الـ 90 دقيقة ولو كنت الطرف الأضعف والأقل حلولاً.
مدرب روسيا شيرشيسوف تقمّص الأداء الدفاعي الإيطالي ودمج معه القوّة البدنية الروسية أمام المهارة والاستحواذ الإسبانيان، في لقاء الدور الثاني من كأس العالم الذي أقصى به أصحاب الأرض بطل العالم في عام 2010.
لم تكن الأمور معقدة على المدرب الروسي فمنتخب مثل إسبانيا أسلوبه عقيم وبعيد عن أجواء هذه البطولات التي لا تعترف بجمالية الأداء على حساب النتائج، فكان الرهان على أسلوب دفاعي متين مقتبساً من تجارب عديدة منها الإيطالية والكرة التي يقدمها سيميوني مع أتلتيكو مدريد، لذا كان قراره بالبدء بخماسي دفاعي لتتحول إلى 3-4-2-1 في الحالة الهجومية التي كانت نادرة من الطرف الروسي.
سيطرة للاروخا الإسبانية كسرت أرقام قياسية ليصل عدد تمريرات لاعبيها إلى 1114 منها 1006 صحيحة، قابلها برود من الدب الروسي بـ290 منها 191 صحيحة فقط!، 22 مرّة راوغ بها الإسباني في المقابل كان رد الروس بـ 3 مراوغات، أرقام توحي لنا أن تركيز المدرب تشيرشيسوف كان تسيير المباراة بأي طريقة دون الوقوع بالمحظور والاعتماد على أخطاء الخصم الأقوى، لتصب الأرقام الدفاعية الممزوجة بالقوّة البدنية لصالح أصحاب الأرض في 29 تدخل هوائي بينما الإسبان كان حضورهم 21، وفي التدخلات الأرضية كان لمصلحة الروس بـ 23 مقابل 17 للإسبان.
في مثل هذه المباريات وحساباتها يبقى الوصول لركلات الحظ الترجيحية هو أفضل رهان للطرف الأضعف، لذا تكون صافرة الحكم لنهاية الوقتيين الأصليين والإضافيين هي أقصى طموحك لتأتي إلى ضربات الجزاء وأنت مهيئ لها سواء في التسجيل والتصدّي لتكون المحصلة تسجيل لاعبي روسيا لجميع الركلات وبكل ثقة أمام ” دي خيا المهزوز” بينما تفوّق الحارس الروسي أكينفيف على نجوم إسبانيا وتصدّى لركتلين قاد بها بلاده إلى الدور القادم، لينضم خروج إسبانيا لمفاجآت هذا المونديال الغريب.
أثبت المنتخب الروسي ومدربه ستانيسلاف تشيرشيسوف أن الصبر والتركيز في مثل هذه المواعيد هو أفضل حل ويجعل احتمالات الفوز متناصفة لكلا الطرفان.
*عبد الرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
اقرأ أيضاً: