ألقت زعبمة حزب “البديل من أجل ألمانيا” فراوكا بيتري، بقنبلة على حزبها من خلال إعلانها الصاعق في مؤتمر صحفي، بأنها لن تشارك حزبها في تمثيله البرلماني، بل ستكون بدلاً من ذلك نائبة مستقلة.
لم تكتمل فرحة الحزب بالانتصار الذي حققه في الانتخابات، بعد أن حصل على قرابة 13% من الأصوات، و 94 مقعداً في البرلمان الفدرالي. فقد أفسدت فراوكا بيتري ذلك الفرح بإعلانها الانسحاب من الكتلة البرلمانية للحزب، إذ غادرت بيتري مؤتمراً صحفياً صباح الإثنين الفائت بعد أن أعلنت انسحابها من كتلة الحزب البرلمانية، وسط ذهول بقية أعضاء الحزب الذين على ما يبدو لم يكونوا يتوقعون انسحابها.
ويعكس انسحاب فراوكا بيتري، والتي تعد إحدى أبرز شخصيات الحزب، مدى الانشقاق الداخلي الدائر خلف الكواليس، بالرغم من محاولته التظاهر بأنه كان جبهة موحدة أثناء الانتخابات.
وبيتري التي تنتمي إلى الجناح المعتدل من الحزب، تعتبر نفسها موحدة للحزب،إلا أنها لم تكن على علاقة وطيدة مع جناح أقصى اليمين، والذي يعرف عنه تحييد من لا توافقه رؤيتهم السياسية.
وقد حاولت بيتري في نيسان الماضي أن تغير نهج الحزب نحو نهج أكثر واقعية وبراغماتية، بمحاولة تجهيز حزبها لدخول حكومة ائتلافية. لكنها قوبلت بمعارضة كل من شريكها بقيادة الحزب يورغ مويثن، وألكساندر غولاند، وأليس فيدل. فقد رأى هؤلاء أن الحزب يجب أن يبقى بموقف المعارضة الصلبة لسياسات المستشارة ميركل في البوندستاغ.
بعد وقت قصير من بدء المؤتمر الصحفي للحزب في برلين، قالت بيتري بأنها: “بعد فترة طويلة من التأمل”، قررت أنها لن تنضم إلى الحزب في البوندستاغ، وستعمل بدلاً من ذلك كعضو مستقل لدائرتها الانتخابية في ولاية سكسونيا، حيث تفوقت على الديمقراطيين المسيحيين بفارق ضئيل. ثم وقفت وغادرت مع ابتسامة عريضة ترتسم على وجهها، وسط ذهول زملائها في الحزب ودهشة الصحافة.
واعتبر بورغ مويثن، انسحاب بيتري بمثامة رمي قنبلة على الحزب، مضيفاً: “لم يتم مناقشة أمر الانسحاب معنا مسبقاً، لم يكن لدينا أدنى فكرة عن نيتها بفعل ذلك”. بينما قالت أليس فايدل، بأن فعل بيتري يعكس الكثير من عدم المسؤولية، وحثتها على مغادرة الحزب بأسرع وقت ممكن، تلافياً لوقوع أضرار أكثر مما تسسبت به.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، فبعد ساعات من انسحاب فراوكا بيتري، أعلن أربع نواب آخرون من مجموعة نواب الحزب في مكلينبورغ-فوربومن، انسحابهم من مجموعتهم البرلمانية. وقد صدر عن المتحدث باسم المجموعة بأن سبب الانسحاب هو الخلافات العميقة بين أعضاء الحزب السابقين والأعضاء الحاليين.
وقد حصل جزب البديل من أجل ألمانيا على أعلى نسبة تصويت حصلوا عليها منذ 1949، محققاً في الانتخابات الأخيرة نسبة أعلى مما حققه حزبا الخضر و دي لينكِ على مدى عقود. ويُعتقد بأن شعبية الحزب ستزداد في الولايات الواقعة شرق ألمانيا، لتصبح ثاني أقوى حزب فيها.
وقال غولاند يوم الإثنين الفائت، أن الحزب سيفى بوعده “بتعقب” المستشارة أنغيلا ميركل فى البوندستاغ، وأنه سيدفع ياتجاه إجراء تحقيقٍ برلمانى لبحث شرعية قراراتها التي سمحت للاجئين بالدخول إلى ألمانيا، وكذلك سياستها حول خطة إنقاذ اليونان.
من جهتها قالت ميركل، إن حزب البديل لن يكون له أي تأثير على السياسة الخارجية الألمانية، وكذلك الأمر فيما يتعلق بالسياسة الأوروبية والسياسة تجاه اللاجئين. وفي إجابتها عن سؤال حول ما إذا كان أداء حزب البديل سيؤثر بشكلٍ أو بآخر على السياسة الألمانية العامة، أجابت ميركل: “لا أعتقد ذلك، سوف تسعى الأحزاب التي تستطيع إقامة تحالف لإيجاد حلول للمشاكل فيما بينها، وبالطبع هناك خلافات بين تلك الأحزاب، إلا أن حزب البديل من أجل ألمانيا “AFD”، لن يكون له تأثير بكل ذلك.”
مواضيع ذات صلة: