توجه مواطنون ألمان إلى المستشارة أنغيلا ميركل، خلال لقاء نظمته شبكة “ARD” الإعلامية العامة يوم الإثنين العاشر من أيلول/سبتمبر، بتساؤلاتهم المتعلقة بالانتخابات المقررة في الرابع والعشرين من شهر أيلول الجاري.
ومن ضمنها تساؤلات من أحد المواطنين حول ما إذا كان يتوجب القلق حول مستقبل ألمانيا بعد دخول هذا العدد الكبير من اللاجئين منذ عام 2011 وحتى اليوم، معرباً عن قلقه على ديموقراطية البلاد وهويتها، ومستقبل أطفاله خلال السنوات الثلاثين القادمة، وخصوصاً بعد ان يحصل معظم هؤلاء اللاجئين على الجنسية الألمانية، ويصبح من حقهم انتخاب قيادات ألمانيا، مشيراً إلى أنه كان يفضل لو كانت أموال دافعي الضرائب التي صرفت على اللاجئين قد استثمرت في مجال التعليم ورياض الأطفال.
وأجابت المستشارة بأنها تتفهم هذا القلق، لكنها أوضحت أن الذين حصلوا على اللجوء في ألمانيا لهم الحق الانساني بذلك وفق الاتفاقات الدولية، على الأقل طالما سوريا في وضعها الحالي، وأضافت بأن الخطأ لم يكن في استقبال الناس بين عامي 2015-2016، بل كان عدم الانتباه لوضع اللاجئين حينها في مخيمات اللجوء في البلدان المجاورة لسوريا كالأردن ولبنان، والتي كان كل لاجىء هناك يحصل على أقل من دولار واحد في اليوم كإعاشة.
وأردفت ميركل بأنه لا يمكن السماح بتكرار ما حصل عام 2015، لكن على الألمان أن يكونوا فخورين بما فعلوه حينها، وأنه يتوجب الآن مساعدة اللاجئين في الأماكن القريبة من أوطانهم، ومكافحة أسباب الهروب، ودعم التنمية في البلاد الآمنة نسبياً، والتوصل إلى سلام في البلدان التي تعاني من الحروب، عسى أن يخفف ذلك من أن يُقتل الناس في بحر إيجه والبحر المتوسط.
وأردفت ميركل في ردها على الرجل بأنها لا فكرة لديها إن كان يعرف لاجئين سوريين، لكنها تعرف شخصياً الكثير منهم، ومعظمهم يريدون أن يتعلموا ويساهموا في المجتمع. أما بالنسبة للاجئين العراقيين فإن الكثير منهم بدأوا العودة إلى بلادهم طوعياً. وأوضحت المستشارة بأنها لاتشارك هذا الرجل مخاوفه، وأن مستقبل البلاد بعد زمن سيحميه الدستور والقوانين الناظمة، كما أن الكثير من هؤلاء اللاجئين سيصبحون مواطنين ألمان صالحين، وسيسهمون بشكل فعال ببناء المجتمع الألماني.
وسأل شاب إيراني الأصل قدمت عائلته منذ 40 سنة إلى ألمانيا، عن ما ستفعله المستشارة إن أُعيد انتخابها، تجاه ظاهرة تنامي العنصرية في المجتمع الألماني، والتي بدأ يشعر بها شخصياً في السنوات الأخيرة بالرغم من أنه يعتبر ألمانيا وطناً له، وخصوصاً بعد صعود حزب البديل لأجل ألمانيا واحتمال دخوله البرلمان. أجابته المستشارة بأنه يتوجب عليه مواجهة هذه الأمور بشجاعة، وأنه لا يجب الحكم على الآخرين من مظهرهم، بل يجب التعامل معهم بشكل منفرد بناءاً على صفاتهم الشخصية. مؤكدة أن من واجب الدولة صون حقوق الجميع عندما يتعلق الأمر بتصرف هؤلاء العنصريين أو غيرهم بما يخالف القانون.
مواضيع ذات صلة: