خلال مفاوضاتها حول تحسين سبل ضبط الهجرة، تلقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تعهدات من 14 دولة بإسراع استعادة اللاجئين.
جاء ذلك في الخطاب الذي أرسلته ميركل لرؤساء شريكيها في الائتلاف الحاكم، الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، ورؤساء الكتلتين البرلمانيتين للحزبين، والذي حصلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم السبت في برلين.
وكانت ميركل أطلعت شريكيها في الائتلاف الحاكم مساء أمس الجمعة على نتائج مفاوضاتها عبر محادثات هاتفية منفصلة.
من جهته أعلن المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت يوم أمس الجمعة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” أن ألمانيا أبرمت اتفاقاً مع اليونان واسبانيا لإعادة المهاجرين الذين سبق لهم تسجيل طلبات لجوء هناك وهو إجراء مؤقت لوقف هجرة ثانوية إلى حين تفعيل سياسات على نطاق الاتحاد الأوروبي.
وينص الاتفاق الذي تم التوصل إليه على هامش قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل على أن تستعيد اليونان وإسبانيا المهاجرين الذين يصلون إلى ألمانيا عبر حدودها الجنوبية مع النمسا، وفقا لبيان نشره شتيفن زايبرت.
وقال البيان: “نحن نشدد على حقيقة أن الدول الأعضاء الواقعة على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي بحاجة إلى مزيد من الدعم، سواء من الناحية المالية أو من حيث توفير الشرطة والخبراء فيما يتعلق بمسائل اللجوء”، مضيفاً أن التفاصيل التشغيلية للاتفاقية ستتحدد خلال الشهر القادم.
وينص الاتفاق الذي توصل إليه زعماء الاتحاد الأوروبي بعد محادثات ماراثونية يوم الخميس على إنشاء مراكز للتعامل مع المهاجرين “خاضعة للرقابة” وتستضيفها دول الاتحاد الأوروبي على أساس طوعي، حيث سيقيم فيها المهاجرون إلى حين النظر في طلباتهم للحصول على اللجوء.
وستتم إعادة الأشخاص الذين لم يتم قبول طلباتهم إلى بلدانهم الأصلية من هناك، في حين سيعاد توطين أولئك الذين يعتبرون مؤهلين للحصول على اللجوء في أنحاء الاتحاد الأوروبي، وسيتم ذلك أيضاً على أساس طوعي.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن الاتفاق “خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح”.
وقالت: “أعتقد أننا حققنا شيئاً ما سوياً هنا.. ومن المحتمل أن يكون أكثر مما توقعت حقاً قبل أن آتي للقمة”، وتابعت: ” ومن الواضح أنها ليست نهاية الطريق بعد”.
وتطرقت أيضا إلى جدال مع وزير داخليتها حول ما إذا كانت ستظل حدود ألمانيا مفتوحة، قائلة إن الاتفاق على إعادة المهاجرين إلى اليونان وإسبانيا حقق “أكثر” مما كان يطالب به بعقد اتفاق لوقف الهجرة الثانوية على الحدود الألمانية.
كان الوزير هورست سيهوفر قد وجه إنذارا نهائيا لميركل بنهاية الشهر من أجل إيجاد حل على مستوى الاتحاد الأوروبي من شأنه أن يحقق نفس النتائج كما لو أن ألمانيا بدأت من جانب واحد في إغلاق حدودها أمام المهاجرين الذين سجلوا بالفعل في أماكن أخرى في الاتحاد الأوروبي.
وأشاد رئيس الوزراء البولندى ماتيوس مورافيتسكى ورئيس الوزراء التشيكى اندريه بابيس اليوم الجمعة بالاتفاق المثير للجدل باعتباره انتصاراً لدول وسط أوروبا التي تعارض إعادة توزيع اللاجئين قسراً في أنحاء التكتل.
وقال مورافتسكي على تويتر “لن تكون هناك إعادة توزيع قسرية للاجئين”، مضيفاً: “لقد توصلنا لاتفاق جيد لبولندا وللمجتمع بأسره”.
وكان يشير إلى ما يطلق عليها بمجموعة فيسجراد المكونة من بولندا وسلوفاكيا وجمهورية التشيك والمجر والمعروفة بموقفها المتشدد حيال المهاجرين غير القانونيين ولرفضها نظام للاتحاد الأوروبي بنقل اللاجئين من مخيمات مكتظة في اليونان وإيطاليا.
وقال بابيس على تويتر: “لقد وصلنا إلى نقطة لم يعد الناس يتحدثون فيها عن الحصص. إعادة التوزيع وإعادة التوطين ستكون طوعية، لذا لا يمكن لأحد أن يجبرنا على قبول مهاجرين”.
وفي الوقت الراهن، لم يتم التوصل لاتفاق بشأن إصلاح ما يسمى بقواعد دبلن الخاصة باللجوء في الاتحاد الأوروبي، والتي يجري بموجبها إعادة توطين إلزامية لطالبي اللجوء.
وقال ماري لو بين زعيمة التحالف الوطني اليميني المتطرف في فرنسا إن الاتفاق “لا يحل بأي حال مشكلة التعرض للإغراق جراء الهجرة.”
وكتبت في إشارة الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي كان واحداً من المهندسين الرئيسيين للاتفاق: “لكن (الاتفاق) له ميزة واحدة: نظراً لأن الدول الآن لديها الحق في أن تقول لا، فإن ماكرون سيكون المسؤول الوحيد عن الهجرة الجماعية إلى فرنسا”.
المصدر: د. ب. أ.
اقرأ أيضاً: