تناولت صحيفة صانداي تايمز البريطانية، تفشي ظاهرة تزويج فتيات سوريات لاجئات في تركيا لرجال أتراك. وكيف أن هذا الأمر تخطى إطار الزواج الحقيقي ليصبح شكلاً من أشكال “البيع والشراء” لمعظم أولئك الفتيات التعيسات.
وذكرت الصحفية لويز كالهان، في تقريرها من مدينة غازي عنتاب التي تقع قرب الحدود السورية، أن الرجال الأتراك “يشترون” فتيات سوريات لاجئات، غالباً ما يكنَّ صغيرات العمر وأحياناً كثيرة قاصرات، وبأكثر الأحيان يتخذهن الرجال الأتراك كزوجة ثانية أو ثالثة وحتى رابعة. وفي الغالب يقومون بهجرهنّ بعد وقتٍ قصير جداً قد لا يتجاوز بضعة شهور، وأحيانا بضعة أسابيع. بالرغم من أن تعدد الزوجات ممنوع قانونياً في تركيا.
وتتم هذه العملية عن طريق وسطاء زواج، معظمهم سوريون أو سوريات، يمارسون عمليات تزويج طريقتها تصل حد الدناءة. ويتشارك معهم بضعة رجال دين يعقدون القران بالرغم من أنه ممنوع قانونياً في تركيا. وفي حديث الصحفية مع محمد أبو جعفر، وهو رجل يقوم بدور الوسيط لإيجاد زوجات سوريات لرجال أتراك، قال أبو جعفر: “الرجل يبحث عن قضاء وقت ممتع، وعائلة الفتاة تريد المال، هكذا تجري الأمور”.
ويتناول تقرير آخر عن نفس الموضوع، لصحيفة الغارديان البريطانية، كيف أن كل ما يتعلق بأمور حفلات الزواج من تجارة قد ازدهر في بلدة “كيليس” وبلدة “ريهانلي”، الواقعتان على الحدود السورية. فمحلات تصفيف الشعر ومحلات بيع فساتين العرائس زاد عملها مؤخراً، وقال أحد أصحاب محلات تصفيف الشعر: “لدينا الكثير من العرائس السوريات في هذه الأيام”. وأضافت عاملة في المحل: “إنهن يسرقن أزواجنا”.
وتقول أمينة، وهي في السابعة والعشرين من العمر، من مدينة إدلب، أنها التقت بخطيبها منذ ثلاثة أيام، وذلك عن طريق وسيط زيجات. ويعمل في التجارة في أنقرة، ولديه بيت وسيارة. أما خطيبها البالغ من العمر 43 عاماً، فكان قد طلق زوجته مؤخراً. و “لتأمين” عروس، دفع حوالي 1،000 يورو من أجل ترتيب المقابلة، وحوالي 1،500 يورو كمصاريف زواج. وفي إجابة عن سؤالها إن كانت سعيدة بأنها ستنتقل قريباً إلى بيت عريسها إلى العاصمة أنقرة، أجابت أميرة: “أنا سعيدة… أعتقد ذلك. في الحقيقة لاأعرف أن أحدد إن كنت سعيدة أم لا.”
تعتبر زيجة أمينة بالمقياس العام أفضل من غيرها بكثير، فنساءٌ سوريات كثيرات يتزوجن بشروط اسوأ من هذه بكثير. والكثيرات منهن يؤثرن الصمت عند تعرضهنّ لعنف منزلي، أو أي نوع أخر من أنواع الإذلال، حتى لو وصل الأمر أحياناً إلى حد الاغتصاب. والبعض منهن يضطررن إلى العمل في الملاهي الليلية أو الدعارة بعد أن يطردهن أزواجهن بعد فترة قصيرة من الزواج، وترفض عائلاتهن استقبالهن بعد ذلك.
وسجلت منذ 2012 حوالي 4،000 حالة زواج سوريات من رجال أتراك في بلدة “كيليس” القريبة جداً من الحدود السورية، والتي يفوق عدد اللاجئين السوريين فيها عدد سكانها الأصليين. وتجد النساء اللواتي يقبلن عروض زواجٍ مجحفة بحقهن، بأنها مخرجهن الوحيد من البؤس الذي يكابدنه يومياً في مخيمات اللاجئين، كما أنها قد تكون الطريقة الوحيدة لإعانة عائلاتهن، سواء كانوا معهنّ في المخيم، أم لايزالون عالقين ضمن الأراضي السورية. حيث يشكل النساء والأطفال حوالي 75% من مجمل عدد اللاجئين السوريين في تركيا.
مواضيع ذات صلة: