عبد الرزاق حمدون*
لن يكون الأربعاء المقبل يوماً اعتيادياً على العاصمة الإسبانية مدريد، لأنه سيشهد دخول بطل النسخة الماضية من مسابقة دوري أبطال أوروبا ريال مدريد ، معترك البقاء ضمن كبار القوم المكان الذي اعتاد على التواجد فيه بالمواسم الأخيرة، لكن كيف لو كان الخصم فريقاً أرعب أوروبا بكاملها بهجومه الناري كيف لو حمل اسم باريس سان جيرمان؟
في هذا الموسم لا يغفل على أحد الحال الذي وصل له بطل إسبانيا في العام المنصرم، وكيف تحوّل ريال مدريد من فريقٍ لا يقهر إلى عناصر مهزوزة تستسلم مع أول خلل يحدث خلال لحظات المباراة، مما يؤدي إلى استنزاف للنقاط، لتختلف صورة فريق المدرب الفرنسي زيدان ويفقد شخصية البطل ويتحوّل إلى فريق يقاتل على مقاعد دوري الأبطال في الموسم القادم، ومبتعداً عن الغريم برشلونة المتصدّر بفارق كبير جداً.
–العودة الصحيحة لإنقاذ الموسم
كتيبة زيدان التي استعادت توازنها من بوابة ريال سوسيداد على مستوى الليغا ستراهن على المحافظة على نفس الرتم والأداء في اللقاء المنتظر أمام باريس، وبالرغم من أن سوسيداد ليس هو العملاق الباريسي لكن يكفي الانضباط التكتيكي والجماعي الذي قام به نجوم مدريد والحالة المعنوية التي ستلعب دوراً كبيراً في حسم القمّة من موقعة الذهاب وإنقاذ ما تبقى من الموسم وعدم الخروج خالِ الوفاض.
–الرسم التكتيكي المناسب
تشكيلة الفرنسي زيدان أمام ريال سوسيداد سترسم الكثير من هوّية الفريق في قمّة الأربعاء المقبل، بدأ زيدان اللقاء بـ 4-4-2 بتواجد كل من فاسكيز وأسينسيو على أطراف الملعب مع تواجد كل من كروس ومودريتش في منتصف الملعب، برؤوس حربة مؤلفة من رونالدو وبنزيما، لو عدنا خط الوسط سنرى بأن زيدان لا يفكر كثيراً في وسط باريس بل صبّ جُل تفكيره على الأطراف أي “نيمار ومبابي” بخطّة باريس الـ 4-3-3، فالبدء بشبّان واعدين مثل أسينسيو وفاسكيز سيأتي بالفائدة الكبيرة للريال خاصة بالمساندة الدفاعية والارتداد الهجومي السريع لضرب باريس المتواضع على الأطراف الدفاعية، أدوار مودريتش وكروس هو ضبط وسط الميدان وتوازن الفريق في بناء الهجمات، إذاً بالمختصر فإن مباراة سوسيداد كانت بمثابة بروفة ناجحة لزيدان قبل موقعة باريس.
-تفاوت خبرات
عندما نتحدث عن ريال مدريد في مسابقة دوري أبطال أوروبا فإننا بكل بساطة أمام أكثر الفرق تخصصاً فيها لم لا وهو صاحب الرقم الأعلى في حمل الكأس ذات الأذنين وهو الذي كتب التاريخ مؤخراً بحصدها في مرتين متتاليتين كأول فريق يفعلها ومع نفس المدرّب واللاعبين، على الطرف الآخر فإن الخصم الباريسي أفضل تجاربه الحديثة في الأبطال كانت وصوله إلى دور الربع النهائي، وفي مثل هذه المواعيد لا يكفي أن تمتلك عناصر ممتازة بل تحتاج للإيمان بالفوز والتحلي بالصبر لأن القمّة ستلعب على جولتين، وصاحبين الذاكرة القريبة لن ينسوا سيناريو الريمونتادا الذي قام بها برشلونة الموسم الماضي أمام باريس بعد خسارة الذهاب 4-0 !
-رجل الحسم
ينسب معظم جمهور النادي الملكي تراجع أداء الفريق في الآونة الأخيرة على تقاعس اللاعبين وأولهم البرتغالي كريستيانو رونالدو، لكن ردّ صاحب الرقم 7 كان قوياً في لقاء سوسيداد عندما سجّل الهاتريك رقم 43 له في عالم الليغا الإسبانية مسجّلاً رقماً مهمّاً قبل لقاء باريس.
على الطرف الآخر فإن رونالدو بالرغم من تواضع أدائه محلّياً لكنه هدّاف بطولة الأبطال لهذا العام برصيد 9 أهداف، ومن منّا لا يتذكر لحظاته الحاسمة الموسم الماضي باللقب الثاني عشر للريال، لذا من المنتظر أن تكون موقعة باريس بوابة لعودة صاروخ ماديرا للأضواء.
هي تنبؤات قبيل الموقعة المنتظرة والتي يرجّح الكثير تفوّق الفريق الفرنسي لكن يكفي أن نقول بأن الخصم هو ريال مدريد كي نعلم أن أي جزئية بسيطة قد تحمل معها الكثير من العلامات التفاؤلية لحامل لقب البطولة العام الماضي.
*عبد الرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا
اقرأ أيضاً:
الصين تريد الاستحواذ على كل شيء، حتى كريستيانو رونالدو