تميل النسبة الكبرى من أفراد الجالية العربية في ألمانيا إلى شراء المواد التموينية وخاصة الزيوت والسمون والحبوب وغيرها من متاجر العرب أو الأتراك أو الهنود لمعرفتهم بأنهم سيحصلون غالبًا على نتائج مُرضية.
وقبل التعمق في موضوع هذه المقالة عن أنواع البطاطا في ألمانيا على وجه الخصوص، نعاود الإشارة إلى أن المنتجات المذكورة أعلاه تتسم إجمالاً إجمالاً بجودتها ونوعيتها، فهي تمثل قمة ما يمكن تصديره من بلاد المنشأ، إلا أنها قد لا تكون في كثير من الأحيان في متناول البعض، أو لا تعطي النتيجة المأمولة.
واليوم، تطرح السوبرماركات العادية ومتاجر الأغذية العضوية نفسها كبديل جيد للتزود ببعض تلك المنتجات، وأصبح كثير من الألمان مؤخرًا يستهلكونها أو يقبلون على تجربتها. فما خصائص تلك المنتجات؟ وكيف يمكننا توظيفها بالشكل الأمثل في مطبخنا؟
ستلقي هذه السلسلة من المقالات الضوء على تنوع المواد الغذائية الأساسية الموجودة في ألمانيا كالأرز والسكر والزيت والقهوة والشاي والبطاطا والطحين والحبوب الأخرى، لتكون دليلاً يعمل على زيادة معرفتكم بها وبأماكن توفر أفضلها.
القضية أكبر من مجرد شوال بطاطا
عندما كانت أمي ترسلني لشراء كيلو من البطاطا، كنت أحضر ما أجده لدى المؤسسة الاستهلاكية أو لدى البائعة التي تفترش الأرض في سوق الخضروات، دون طرح الكثير من الأسئلة، فقد علمني والدي أن أنتقي الحبة الكبيرة المغطاة بتربة بنية أو سوداء لإعداد البطاطا المقلية والصغيرة المغطاة بتربة رملية حمراء للسلق، ثم بدأنا في أواسط التسعينات نسمع عن البطاطا الصيفية الكبيرة التي تدعى Sponta وهي متماسكة القوام قليلة النشاء وذات نوعية جيدة للقلي. ففي الشتاء تكون البطاطا رخوة القوام، حلوة المذاق وغير مقرمشة.
ولم يتبدد يأسي إلا عندما علمت أن جميع من وفدوا حديثًا إلى ألمانيا مروا بنفس التجربة ولهم نفس المعاناة مع البطاطا، وعليه فإن هدف السطور اللاحقة هو وضع دليل بسيط يساعد المستهلك على اختيار ما يناسبه من أنواعها.
في البدء… لم تكن البطاطا
تحتل البطاطا جزءًا كبيرًا من ثقافة الطهي في ألمانيا حيث تستهلك الأسرة الألمانية المتوسطة ما معدله 70 كغ من البطاطا سنوياً. البطاطا في الأصل نبتة منشؤها البيرو في جنوب أمريكا، أدخلها الإسبان إلى أوروبا وأُدخلت إلى ألمانيا عام 1589. ظلت البطاطا تزرع في بافاريا كنبات للزينة بسبب أزهارها الجميلة في الحدائق الترفيهية الملكية وكذلك في الحدائق الطبية، لما ساد من اعتقاد بأنها سامة، ولم تظهر على المائدة الألمانية حتى القرن السابع عشر، حيث أمر كارل الخامس المزارعين والفقراء باستهلاكها وزراعتها وإلا تجدع أنوفهم. وبعد ذلك ساهمت مجاعات 1719 و 1743 بإقناع الناس بصلاحية البطاطا كمصدر غذائي هام.
البطاطا هي جذر نبات سولانيوم توبيروسوم Solanium tuberosum. يتم حصاد أكثر من 300 طن من البطاطا في العالم سنويًا، ما يجعله من أكبر المواسم زراعة من حيث الكم، هناك حوالي 4500 نوعًا من البطاطا، نسبة صغيرة منها في الواقع تستخدم في الغذاء. أما الأنواع الأخرى فتستخدم لإنتاج الأغذية الحيوانية وإنتاج الكحول (مثل الفودكا) ونشاء البطاطا ودقيق البطاطا وما إلى ذلك. ولكل بلد أصناف خاصة من البطاطا تحظى بشعبية كبيرة وتنمو بشكل جيد في مناخها.
دليل المستخدم للبطاطا:
لتسهيل عملية الاختيار بين أنواع البطاطا في ألمانيا -وليس لتعقيدها كما كنت أظن- تقوم محلات السوبر ماركت الألمانية بتقسيم أنواع البطاطا المختلفة إلى 3 أقسام رئيسية:
- Festkochend
ذات القوام الشمعي القاسي ونسبة النشاء المتدنية، تحافظ على قوامها متماسكًا عند الطهي ولذلك فهي تصلح لسلطة البطاطا والقلي والحساء، ويحمل الكيس علامة خضراء اللون، من أصنافها المتوفرة في ألمانيا Celina، Linda وNicola وإذا انتابتكم الحيرة، فإن أنواع البطاطا المتطاولة غالبًا ما تكون Festkochend. - Vorwiegend Festkochend
قوامها بالدرجة الأولى شمعي وتحتوي على نسب متوسطة من النشاء ما يجعلها حلًا وسطًا يصلح لكل أنواع الأطباق وخاصة غراتان البطاطا بالفرن والبوريه. وهي مثالية لمن يريد أن يستعمل البطاطا بطرق مختلفة. يحمل الكيس عادة علامة حمراء ومن أنواعها في ألمانيا Christa و Granola كما في الصورة أو Laura وعادة ما تكون كبيرة الحجم ومستديرة. - Mehligkochend
البطاطا الطرية أوالنشوية. تستعمل للسلق ولإضفاء قوام سميك على الحساء وتصلح لإعداد كل الوصفات التي تحتاج إلى بطاطا مهروسة أو بوريه، تنضج بسرعة بالسلق وتتفتت لتعطي قوام كريمي، يمكن أيضًا سلقها بالبخار أو الميكروويف. لا ينصح بقليها لأنها تتفتت بسهولة قبل أن تنضج من الداخل ولها مذاق مائل للحلاوة بسبب نسب النشاء والسكر العالية فيها. تحمل أكياسها العلامة الزرقاء ومن أصنافها في ألمانيا Adretta وLikaria .
مواد ذات صلة
دليل المواد الغذائية الأساسية في ألمانيا ونصائح مجَّربة – الجزء الأول
ماذا نأكل؟ دليل الوافدين الجدد للاندماج عبر ثقافة غذائية مختلفة
نقانق الكاري الألمانية تحتفل بعيد ميلادها السبعين…