حوار ميساء سلامة فولف.
الموسيقى لغة كل الناس، توحد القلوب، وتلغي حواجز اللغة، ومن هنا جاء مشروع تأليف وتسجيل أغاني للأطفال باللغتين العربية والألمانية، متوجهاً إلى الأطفال من القادمين الجدد بالدرجة الأولى من أجل إعادة بعض الفرح القديم في ذاكرتهم، ولتسهيل تعلم كلي اللغتين الألمانية والعربية من ناحية أخرى.
تعمل على مشروع الأغنيات هذا السيدة لميس سيريس، وهي ألمانية من أصول سورية، تقيم في في برلين وتعمل في احدى جامعاتها منذ عام 1991، وهي ذات مواهب وأفكار خلاقة ومشاريع مبدعة، التقت بها أبواب لتحدثنا عن مشروع أغاني الأطفال “حب الهال”
حاورتها ميساء سلامة فولف.
كيف بدأت فكرة تسجيل أغاني الأطفال باللغة العربية؟
فِي السنوات الأخيرة ازداد عدد الأطفال الناطقين باللغة العربية في ألمانيا، بعد قدوم الوافدين الجدد مع أبنائهم، أحسست أننا نفتقد كثيراً لأغاني الأطفال، حيث أن المواضيع المتداولة في الأغاني العربية لا تحرّض خيال أطفالنا على بناء الصور أو المواقف الحياتية سواء الجادة أو المرحة أو الهزلية. عدا عن أن ألحانها مختلفة جداً عن ألحاننا الشرقية، مما دفعني إلى التفكير في بناء جسر يصل ما بين أطفالنا وأطفال البلد المضيف، وبالتالي يمكن لهذه التنويعة أن تثري ذائقتهم الموسيقية وتسّهل انسجامهم مع أقرانهم الألمان، لكون اللحن ألماني والكلمات مُترجمة كقصائد صالحة للغناء باللغة العربية. ناهيك عن أن الموسيقى هي من أجمل وأسلس الطرق للإندماج في المجتمع الجديد.
برأيك سيدة لميس ما مدى تأثير الموسيقى على نفسيات الأطفال الوافدين؟
الموسيقى لغة يفهمها الجميع وتربط ما بين الشعوب، وهذا المشروع تحديداً هدفه تسهيل تعلم اللغتين الألمانية والعربية لكون مقاطع الأغاني تُغنّى بالتبادل (مقطع عربي، مقطع ألماني)، وبعضها كُتب بتصرف لعدم تجانس القوافي.
والهدف الآخر والأهم هو التوجه إلى الأطفال اللاجئين، وربما أغلبهم تعرضوا للصدمة ومعاناة الحرب، لذا علينا مساعدتهم لاسترجاع توازنهم النفسي، واستعادة ولو جزء بسيط من طفولتهم وإعادة الفرح إلى أرواحهم.
عنوان السي دي “حب الهال” اسم غريب ويخبئ في طياته معانٍ وأسرار، حدثينا عنه
حضرت فكرة تسمية العمل حب الهال، بسبب نكهته المميزة، التي تخصنا جداً نحن الشرقيين، والسوريين تحديداً، تضفي لقهوتنا كل هذا السحر! هذا الاسم ولكونه غير مألوف، يلفت النظر ويضفي السحر على العمل الذي مزجنا فيه لغةً وقعها مختلف كلياً، لتتذوقه الأذن الأوروبية وهو يتماوج ويمتزج مع ألحانها، كما أننا أدخلنا على العمل آلة العود لمزج الروح الشرقية مع اللحن الأوروبي، كما حب الهال يعطي للقهوة طعمها المميز.
كما أنني ترجمت أغنية “بالله تصبوا هالقهوة” من العربية إلى الألمانية وأضفناها لمجموعة الأغنيات، وهي ستكون بمثابة هدية لهذا العمل!
هلا أخبرتنا عن الخطوات الأولى للمشروع.
بعد كتابة نصوص بعض الأغنيات اتفقت مع صديقةٍ لي على تقديمها في حفلات خاصة للأطفال ننظمها بأنفسنا. وأثناء ترجمتي للنصوص وصياغتها شعرياً، تغير مجرى العمل بعد دخول السيدة الألمانية إيفا كرامر وهي مدرسة موسيقى، كانت تبحث عمن يترجم أغاني الأطفال إلى اللغة العربية، ومن ثمّ تسجيلها على سي دي (قرص مضغوط)، واستطاعت السيدة كرامر تأمين استوديو لتسجيل الأغاني، وشارك في المشروع بعض الأصدقاء الموسيقيين، منهم الفنان الموسيقي السوري مروان الكرجوسلي، والألماني يورك زيغهاردت وعازف البيانو هاين شنايدر.
هل هذا يعني انكم ألغيتم فكرة احياء الحفلات؟
بالطبع لم نلغِ الفكرة، إلا أنها ستقام في المدارس ورياض الأطفال، خاصةً أن السي دي مرفق به كتاب للرسومات والنوتات الموسيقية ونصوص الأغاني باللغتين العربية والألمانية، وتم دعم إصداره من وزارة التربية والتعليم في برلين. وهو الآن قيد الطباعة، وسنعلن عن إصداره وكيفية الحصول عليه لاحقاً.
هل لك أن تحدثينا عن مشاريعك الأخرى، ماقمت وما ستقومين به؟
انتهيت منذ أسابيع من ترجمة عمل أوبرالي لموسيقى الباروك، شاركت به مغنية السوبرانو السورية ديما اورشو، والسوبرانو الاسبانية نوريا ريال، بتفويض من السيدة دانيا سيغال التي ترأس فرقة موسيقية كلاسيكية.
إضافةً إلى إعداد سيناريو لمسرح عرائس للأطفال يتخلله أغاني ترجمتها وأعدت صياغتها شعرياً لتصبح قابلة للغناء، وهو لم يعرض بعد.